عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية كان أحد الأهداف الخفية والرئيسية لجماعة الإخوان بعد وصولهم إلى السلطة، بدأت خطة الجماعة بالسماح للتكفيريين والمتطرفين وأهل الشر ولكل الإرهابيين المنشقين من الجماعة بالإقامة فى سيناء داخل الجحور فى المناطق الوعرة المتباينة التضاريس، وحازت هذه الجماعة المختلفة فى الأفكار والمتفقة فى الأهداف أحدث أنواع الأسلحة التى كانت تمدها بها أجهزة خارجية هدفها إسقاط مصر، تلاقت أهداف هذه الجماعات مع رغبة القوى الخارجية واعتقدوا أن تراب سيناء لقمة سائغة لهم، أو تورتة يلتف حولها اللئام، وبنوا مخططاتهم على أن مصر تحكم من جماعة المرشد الذى له اليد الطولى على السلطة، ويدير الحكم من وراء ستار ويصدر التعليمات التى ينفذها الرئيس الدوبلير فى القصر، استقت الجماعة خطتها للحكم من أفكار التنظيم الدولى الذى لا يعتد بالحدود ولا بالأرض وظهر أحد كبرائهم الذى قال «طظ فى مصر» وأن «الوطن عبارة عن حفنة تراب».

بدأت الجماعات الإرهابية تكشر عن أنيابها وتكشف عن نواياها الخبيثة بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو 2013، التى أسقط فيها حكم الإخوان بعد انحياز القوات المسلحة إلى مطالبه عندما نزل إلى الميادين حوالى 33 مليون مصرى من كافة أطياف المجتمع، الذى كشف عن وحدته الوطنية ودعا القوات المسلحة إلى التدخل لتنفيذ مطالبه باعتبارها ملكًا للشعب طبقًا للدستور مهمتها حماية البلاد، والحفاظ على أمنها، وسلامة أراضيها وصوت الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب وحقوق وحريات الأفراد، بعد سوط الجماعة تم البدء فى تنفيذ خارطة الطريق الجديدة فى الاتجاه لبناء الدولة التى تقوم عى ثلاثة أضلاع سلطة تنفيذية وسلطة تشريعية ودستور وأثناء اشتغال المصريين ببناء دولتهم كان الإرهاب يضرب ضرباته بقوة فى سيناء وحاول الإخوان مساومة المصريين عندما ربطوا وقف الإرهاب فى سيناء بعودتهم إلى السلطة وعودة «مرسى» إلى القصر ولكن طلبهم قوبل بالرفض، وتصدى أبناء القوات المسلحة والشرطة لهجماتهم بصدورهم، وفضلوا الشهادة على التفريط فى أمن الوطن، وكانت كل يوم تتكشف مؤامرات الجماعة الإرهابية، وتبين أن استوطانها فى سيناء كان مواكبًا لثورة 25 يناير، عندما كان المصريون منشغلين فى الميادين للتظاهر، وزادت ضرباتهم بعد ثورة 30 يونيو، وفض اعتصامى «رابعة» و«النهضة».
مواجهة الإرهاب بالقوة الغاشمة كان قرارًا شجاعًا من القيادة السياسية عندما كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى القوات المسلحة والشرطة «قوات إنفاذ القانون» بالقيام بالعملية سيناء لدحر الإرهاب وكان قرار الرئيس يوم 9 فبراير 1918 بتدشين العملية سيناء قد جاء متوافقًا مع الدستور المصرى فى المادة 237، التى تؤكد التزام الدولة بمواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وتعقب مصادر تمويله وفق برنامج زمنى محدد، باعتباره تهديدًا للوطن والمواطنين مع ضمان الحقوق والحريات العامة.
الجيش والشرطة والشعب تحولوا دون اتفاق إلى أيد واحدة، لأن العدو واحد واستمراره خطر على الدولة، لأنه كان يهدف إلى تقسيم الوطن وتشريد الشعب فى إطار خطة الشرق الأوسط الجديد، التى نجحت فى بعض الدول المجاورة، التى مازلت فى خطر وشعبها مشردًا فى عد دول، قال المصريون «لا» ووقفوا على قلب رجل واحد وانتصروا فى معركتهم ضد الإرهاب التى استمرت حوالى 10 سنوات واجهت فيها مصر الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، وكشفت منابعه ومصادر تمويله، وقدمت العديد من أبنائها فداء للوطن وللشعب الذى انحاز إلى الاستقرار ورفض أن يكون فى قبضة جماعة إرهابية خائنة، تخابرت مع أجهزة خارجية لبيع مصر، وأطلقت إعلامها المأجور، المغرض الكاذب، لنشر الشائعات بهدف إحداث الفتنة بين الشعب والسلطة ولكن كما انتصرت القوات المسلحة والشرطة على الإرهاب انتصر الشعب أيضاً فى حرب الجيل الرابع التى كانت إعلامية موجهة من الخارجة لإحباط الشعب المصرى وضرب وحدته الوطنية وتغذية الحرب الأهلية لكنّ المصريين كانوا لهم بالمرصاد وانتظموا مع قواتهم المسلحة وشرطتهم ومعم الرئيس عبدالفتاح السيسى ليتخذ القرارات القوية التى أمر بأن تتم مشروعات التنمية والمشروعات القومية الكبرى فى نفس الوقت الذى تقوم به الدولة ممثلة فى قواتها المسلحة وشرطتها بمحاربة الإرهاب.
كانت حربًا شرسة قاسية، بشعة، لم تحارب فيها مصر عدوًا ظاهرًا كما يحدث فى الحروب التقليدية ولكنها كانت تحارب أشباحًا تظهر فجأة من تحت الأرض لتضرب ضربتها ثم تختفى، وزاد خطرها عندما تبين أنها مدعومة بالمال والأسلحة المتطورة من الخارج، فى هذه الحرب الطويلة كانت مصر تنفق فى مواجهتها مليار جنيه كل شهر مدة 90 شهرًا منذ 2011، ولكن عدوة سيناء خالية من الإرهاب أهم من مال الدنيا، تجفيف الإرهاب كان عاملًا قويًا للاستمرار فى بناء مصر الجديدة وعودتها من الإرهاب يؤكد أن سيناء جزء غال من أرض الوطن، فهى بوابة مصر الشرقية التى ظلت مطمعًا للاستعمار منذ القدم وشهدت حروبًا قاسية منذ عام 48 حتى تحريرها بالحرب والسلام فى حرب أكتوبر 73، ثم تحريرها مرة أخرى من الإرهاب، فى عهد الرئيس السيسى الذى أقسم على توفر الأمن والاستقرار على كل شبر فى أرض مصر، وأن يجعل مصر وطنًا للوحدة الوطنية فى ظل الجمهورية الجديدة التى تقوم على مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات، دولة قانون مستقرة لا يعكرها مارق ولا طامع، سيناء أرض الفيروز هى محافظتا شمال وجنوب سيناء، أهلها كرماء فى رعاية الوطن، وهى جزء من مصر ولن تكون إمارة ولا مستوطنة ولن يرفع فوقها إلا العلم المصرى.