رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

تعيش منطقتنا العربية تبدلات وتحولات جيوسياسية، على وقْع الاتفاق الإيراني ـ السعودي، الذي تمَّ مؤخرًا برعاية الصين، ليُنهي حقبة أليمة من الصراعات لعقود طويلة.
تطورات متسارعة، تجعل من الضروري الحديث عن جدوى استمرار القطيعة بين طهران والقاهرة، منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، والتي لم تتجاوز حد «الواجبات» الدبلوماسية، أو «الجمود» تقريبًا خلال تلك الفترة، رغم المحاولة «الخجولة» إبان فترة حكم الرئيس المعزول.
وباستثناءات محدودة، فإن جميع الدول العربية ـ بما فيها مصر ـ كانت تنظر بعين القلق للتقارب مع إيران، الذي كان مرتبطًا بما يُسمى «تصدير الثورة»، أو بأسباب الخوف المحتمل من زيادة التدخل، والنفوذ الفارسي، ونشر المذهب الشيعي.. وهي «هواجس» كانوا يرونها مهددة لاستقرار المنطقة.
نتصور أن «مطمع» طهران من هذا التقارب، ليس توجهًا شيعيًا في المقام الأول، بل سعيًا للتقارب على كافة الأصعدة، لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، ومحاولة للخروج من العُزلة الدولية المفروضة منذ الثورة الخمينية.. أما فيما يتعلق بالقول عن «تشيُّع» المصريين، فالإيرانيون يعلمون تمامًا أن شعب مصر غير قابل للتحول.
كما أن التخوف من هذا التقارب ـ الذي ظل يحلم به الإيرانيون لمدة طويلة ـ مردّه أن إيران لم تكن يومًا دولة سنّية، ثم تحولت بعد ثورتها إلى دولة شيعية.. ورغم الخلاف معهم بشكل كبير في بعض أمور الدين، إلا أنهم يدركون أن نموذجهم لم ولن يُطبق في مصر، بسبب تمسك المصريين بوسطيتهم، التي لم يستوعبها منظِّرو تيارات الإسلام السياسي حتى الآن، ولذلك نشك كثيرًا في أن إيران بعد هذا التقارب ستتحول لأهل السنة، أو أن المصريين سيتشيَّعون في المستقبل.
إننا نرى كل دول الخليج ـ بلا استثناء ـ تتبادل البعثات الدبلوماسية مع إيران، وبعضها يتعامل تجاريًا واقتصاديًا بالمليارات سنويًا.. وبالتالي ليس من المعقول أن لا نقيم علاقات مع طهران، خوفًا من تداعياتها على دول الخليج، التي بدورها تقيم علاقات لم تنقطع، وتتزايد بشكل مضطرد، يومًا بعد يوم.
لقد آن الأوان أن تتبنَّى مصر رؤية مختلفة، انطلاقًا من قاعدة مفادها أن الماضي أساس للمستقبل، لكنه بالطبع ليس صانعًا له، كما أنها تحتاج أيضًا إلى أن تتعافى سريعًا من أزمة اقتصادية طاحنة.. ووفقًا للمقولة الشهيرة «لا أصدقاء قدامى، ولا أعداء تاريخيين»، فلا يوجد ما يمنع إقامة علاقات «محسوبة».
أخيرًا.. هناك سؤال مشروع وموضوعي، حول مسألة التشيُّع، والتحذيرات الممنهجة في هذا الخصوص، والتي يُمكن قلبها بسهولة: إذا كانت المسألة عقائدية، لماذا لا يكون التقارب المصري الإيراني فاتحة لتسنُّن الإيرانيين، وفرصة للمدِّ السنِّي في بلاد فارس؟!
فصل الخطاب:
يقول الكاتب الفرنسي «ألبير كامو»: «مَن يريد أن يغير الواقع لابد له أن (يوسِّخ) يديه».

 

[email protected]