رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمر محير حقاً كم التناقضات التى يمكن أن ترصدها فى مجتمعنا والتى تضاعفت عشرات الأضعاف مؤخراً.

بينما تتابع التليفزيون سواء صدفة أو اضطرار أو خلال متابعتك لحدث أو عمل درامى أو مباراة كرة، كم اعلانات ودعاية غير عادى خلال الشهر الفضيل وأتمنى أن تكون هناك جهات رصد تقدر لنا كم تكلفت هذه الحملات الإعلانية فى مجملها.

اتصور أنها تقترب من حافة المليار جنيه والمدهش أن مؤسسات حكومية تشارك بكثافة فى هذه الإعلانات وتنفق ببذخ، والأخطر عندما تجد اعلاناً يتحدث عن الترشيد وضرورة تغيير الواقع والتعايش مع الوضع الاقتصادى الصعب التى تعيشه البلاد.

وهنا استعير كلمة أحد الأصدقاء عندما قال: « لو تم صرف هذه الأموال التى تطالب بتغيير الواقع على الواقع لغيرته»!!

وبعيداً عن التليفزيون وإعلاناته، وفى قلب الشارع المصرى تجد عجب العجب وأنت تسير فى الشارع وتنظر إلى التزاحم على محلات المأكولات والمشروبات والمطاعم الشهيرة والملابس وكذلك الهايبر ماركت تشعر وكأن مصر كلها تقف فى الطوابير وتملىء المحلات لتشترى، ليس أساسيات الحياة بل رفاهياتها.

أحد الزملاء أقسم لى أنه لم يجد حجزاً فى أحد المطاعم على السحور رغم تكلفته العالية جدا واخبروه أن المطعم محجوز من قبل رمضان حتى نهاية الشهر.

مطار القاهرة لم تجد به موطئا لقدم من كثرة المسافرين لأداء العمرة، نعم هناك من يقترض من أجل أداء العمرة ولكن هؤلاء لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة.

هذه المظاهر وهذا البذخ فى ظاهره يشير إلى أن الشعب يعيش حالة رفاهية ولا توجد أزمة اقتصادية ولا توجد أزمة دولار أو ارتفاع أسعار و«الحياة وردى».

فى نفس الوقت وعلى الضفة الثانية من النهر هناك عالم آخر يصيبك بالأسى والقلق مما وصل إليه الوضع من عوز وفقر، فقد تضاعفت أعداد المتسولين مئات الأضعاف وبمجرد أن تقف فى إشارة مرور بسيارتك تحاصر من كل الاتجاهات.

وإذا كانت أعداد المتسولين ونوعياتهم قد تضاعفت وأصبحت الظاهرة لافتة للجميع فهؤلاء هم من ضاق بهم الحال بشكل تخطى حدود التحمل، فمن المؤكد أن أضعاف أضعافهم ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى فى محكم كتابه: «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف» يعيشون فى ضيق وكدر وغم وفقر ولكن لا يسألون الناس إلحافاً.

ما هذا يا سادة.. هل نحن فعلاً نعيش فى عالمين متناقضين.. نعم هذا هو واقع الحياة الفقر والغنى فى آن واحد منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها حتى يوم الدين.. ولكن الهوة تتسع لأعلى ولأسفل بشكل لافت وهو ما يسميه البعض بتلاشى الطبقة الوسطى.

[email protected]