رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد أفول الحرب العالمية الثانية التى أودت بحياة ستين مليون إنسان، سعت الدول الكبرى إلى ترسيخ فكرة استبعاد الحرب والحلول العسكرية، كخيار لحسم الصراعات الكبرى.

ومع ثورة التكنولوجيا والتقدم العلمى المذهل ساد تصور عام فى العالم بأن الدول الكبرى تتجه إلى سلام تام، غير أنه التطور لم يمنع وقوع حرب العراق وما نتج عنها من تشريد ودمار، كذلك فإن التطور غير المسبوق خلال السنوات الأخيرة فى التكنولوجيا والعلوم لم يمنع نشوب حرب روسيا وأوكرانيا والتى يدفع كثير من الشعوب والأمم فى العالم فاتورتها دون جريرة.

والمؤسف أن هناك حركة تطور متسارعة فى أنظمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعى خلال السنوات الأخيرة وصلت إلى حد تصنيع مقاتلين جدد يحاربون دون ضمير، ويخربون دون رحمة ويمثلون خطرا كبيرا على البشرية فى ظل سباق محموم للهيمنة والتحكم.

والمؤسف أن الولايات المتحدة تعارض دعوات ومبادرات أخلاقية لحظر تطوير الذكاء الاصطناعى فى مجالات الحرب، بدعوى عدم وثوقها فى الدول المنافسة مثل الصين. ونشرت صحيفة «الجارديان» مؤخرا تقريرا عن مخاوف متسعة بسبب اتطور الكبير الذى يشهدها الذكاء الاصطناعى فى العالم، وما يفرضه عدم وجود مواثيق أو اتفاقات أخلاقية تتحكم فى ممارسات الدول وتوجهاتها فى هذا الشأن. وذكرت الصحيفة أن لجنة الأمن القومى للذكاء الاصطناعى الأمريكية، حذرت مؤخرا من أن الصين قد تحل قريبا محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى للذكاء الاصطناعى فى العالم، وأن أنظمة الذكاء الاصطناعى ستستخدم فى السعى وراء السلطة، وأن الذكاء الاصطناعى لن يبقى فى مجال القوى الخارقة أو عالم الخيال العلمى وحدهما.

وأوصت لجنة الأمن القومى الأمريكية الرئيس بايدن برفض الدعوات لفرض حظر عالمى على الأسلحة ذاتية التشغيل المثيرة للجدل والتى تعمل بطاقة الذكاء الاصطناعى، قائلة إنه من غير المرجح أن تلتزم الصين وروسيا بأى معاهدة توقعانها.

والمخاوف تتسع كل يوم لأن تكنولوجيا التعلم الآلى تجاوزت عتبة كبيرة على الطريق إلى الذكاء العام الاصطناعى، أى الآلات فائقة الذكاء. ويعنى ذلك أن الآلات المصنعة بالذكاء الاصطناعى يمكن أن تتحول إلى وحوش كاسرة لا يُمكن السيطرة عليها.

وثمة تقارير تشير إلى أن حجم سوق الروبوتات العسكرية سيصل إلى أكثر من 24 مليار دولار بحلول عام 2025. ومن المتوقع أن تشكل الروبوتات نحو ربع الجيش البريطانى بحلول سنة 2030 خاصة بعد ابتكار مقاتل حربى آلى يحمل اسم رومان. وبعد أن كانت وظيفة هذا الروبوت فى الماضى هى تنظيف الطرق فإنه أمكن تطويره مؤخرا ليشارك فى الحروب بل ويفكر فى خطط المواجهة ويتخذ القرارات الصعبة فى الأوقات العصيبة.

إن التقدم العلمى العظيم له وجوه أخرى مخيفة، خاصة فى ظل سباق الأجيال الجديدة على تسلح الذكاء الاصطناعى، والذى بات مهددا للعالم. ولاشك أن ذلك يدفعنا إلى ضرورة الانتباه ولبحث والتخطيط والتجهز لعصر جديد على الساحة الدولية.

وسلامٌ على الأمة المصرية.