رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

يرحم الله وليد المعلم، وزير الخارجية السورى، الذى رحل قبل فترة وفى نفسه شيء مما قام به فيصل المقداد أول هذا الأسبوع.

كان المعلم قد أمضى سنوات طويلة فى منصبه، وكان قد صار أشهر الذين جلسوا على رأس الخارجية السورية، وكان وزيراً عتيداً وقوياً فى موقعه، وكان ذا بأس فى الرد على كل ما يتعلق ببلاده، وكان قادراً على مخاطبة الإعلام وعلى إقناع الرأى العام.

وعندما غادر دنيانا يرحمه الله، جاء فى مكانه المقداد الذى كان رفيقاً له فى مسيرة ممتدة من العمل الدبلوماسى فى الخارجية.

أذكر أنى التقيت مع الوزير الراحل فى مقر وزارته فى دمشق، وأذكر أن ذلك كان فى ٢٠١٦، وأن سوريا كانت وقتها فى عز ما يسمى بالربيع العربى.. وما أذكره أن جانباً من الحديث كان عن الوجود الإيرانى المتزايد فى سوريا، وكان هو يرى أن ايران لم تتواجد فى بلاده إلا بعد أن غاب العرب، وأن حضور الإيرانيين لم يكن إلا لأن فراغاً نشأ عن تأخر العرب فى الحضور.

وهذا صحيح إلى مدى بعيد، وتشرحه نظرية ملء الفراغ الشهيرة التى تقول إن وجود فراغ فى أى منطقة يستدعى مَنْ يملؤه على الفور.

كان الوليد يتحدث يومها ولسان حاله يقول، إنه ليس سعيداً بالوجود الإيرانى فى بلده كما قد نتصور، وإنه يتمنى لو يتقدم العرب ليكونوا موجودين كما كانوا من قبل، وأن غيابهم ليس مما يسعده بأى حال، وأن سوريا عاشت عربية وسوف تبقى، وأن البعد العربى يظهر ويتجلى فيها بأكثر ربما مما يظهر ويتجلى فى أى بلد عربى آخر سواها، وأن من دلائل ذلك على سبيل المثال أن جيشها اسمه الجيش العربى السورى، لا الجيش السورى العربى، وأن هذا ليس من قبيل المصادفة بالتأكيد.

وعندما جاء المقداد يزور القاهرة أول الأسبوع، كانت زيارته هى الأولى لمسئول سورى إلى قاهرة المعز من ١٢ سنة، وكان ذلك مما يبعث على الدهشة والتساؤل؛ لأنه ليس من المعقول ولا من المقبول أن تغيب سوريا عن مصر أو أن تغيب مصر عن سوريا كل هذه السنين.

زار فيصل المقداد قاهرة المعز فاستراح وليد المعلم فى مرقده دون شك؛ لأنه مات وفى نفسه شيء من هذه الزيارة التى تأخرت كثيراً.. مات الرجل وفى نفسه شيء من لقاء بين وزيرى خارجية البلدين كان يجب أن يتم من زمان، ولكن المهم الآن أنه تم لعلنا نعوض بعضاً مما فاتنا.