عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

من أقوال الرئيس الشهيد أنور السادات: «اننا جزء من العالم، بل نحن نقول إننا بحضارتنا الإنسانية فى تاريخه، وبنضالنا المستمر فى تحرره وتقدمه، جزء مؤثر.. جزء لا يعيش عالة على أحد، ولكنه جزء يعطى ويأخذ ويتفاعل»، فإن أنور السادات عاش عمره من أجل مصر ومات من أجلها، ولم يبخل عليها يوما بلحظة من عمره، ولا قطرة من دمه، وهبها حياته وفكره فقد كانت تعيش فى وجدانه.

السادات بطل الحرب والسلام، صانع نصر أكتوبر ومجده، ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية فى الفترة الممتدة ما بين 1970 و1981، والذى انتهى فترة حكمه باغتياله أثناء حضوره العرض العسكرى للذكرى الثامنة لانتصارات حرب أكتوبر، الذى أقيم فى ساحة العرض أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر، وليلحق السادات بأبنائه من شهداء حرب أكتوبر البررة، ويتوارى جسده أمام نصب تذكارى نقشت عليه الحروف الأولى لأسماء جميع شهداء الحرب.

تعد رحلة كفاح السادات صورة نابضة بالحب لشعبه ولوطنه، كما سطرها التاريخ منذ مولده بميت أبو الكوم، وتدرجه فى التعليم حتى تخرج ظابطا فى الكلية الحربية واعتقاله فى حادث اغتيال أمين عثمان، ثم دوره البارز فى ثورة يوليو، وتقلده للعديد من المناصب إلى أن تولى رئاسة الجمهورية ليحقق لبلاده أروع الانجازات.

استمرت فترة ولاية الرئيس الراحل السادات لمصر 11 عاما، اتخذ خلالها العديد من القرارات التاريخية الخطيرة التى هزت العالم، وأثبتت الأحداث صلابة السادات فى مواجهتها ومرونته الفائقة فى العمل على تفادى مصر المخاطر الجسيمة، حيث بنى استراتيجية فى اتخاذ القرارات على قاعدة تاريخية منسوبة إليه وهى «لا يصح إلا الصحيح»، ويذكر التاريخ أن السادات تمتع بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة، وإجادة قراءة الواقع والاطلاع عليه، وكثرة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل، وتأمل تاريخ الحروب والصراعات السياسية على مر العصور.

ومن أبرز القرارات التى اتخذها السادات عام 1971 القضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفى ذات العام أصدر السادات قرارا بإعداد دستور جديد لمصر، وتم الاستغناء عن 17 ألف خبير روسي فى أسبوع واحد لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر حتى إذا ما كسب المصريون المعركة ضد إسرائيل لا ينسب الفضل إلى غيرهم.

وفى عام 1973 أقدم السادات على اتخاذ واحد من أخطر القرارات المصيرية التى اتخذها، وهو قرار الحرب ضد إسرائيل، وتمكن بخطة محكمة وشاملة للخداع الاستراتيجى من هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 بعد ثلاثة سنوات فقط من بداية حكمه، وبهذا قاد السادات مصر إلى أول انتصار عسكرى فى العصر الحديث.

واستطاع السادات التفاوض مع إسرائيل من موقع المنتصر، فأجبرها على السلام وعلى إعادة الأرض المصرية المحتلة فى سيناء، مشددا على أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، حيث رسم انتصار القوات المسلحة المصرية فى 6 أكتوبر- العاشر من رمضان خط النهاية فى حرب دامت لأكثر من ربع قرن.

وفى عام 1975 رسم السادات معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم، فكان قرار الانفتاح الاقتصادى فى عام 1976، وأعاد السادات الحياة إلى الديمقراطية، فكان قراره بعودة الحياة الحزبية.

وشهد عام 1977 اتخاذ السادات قراره الشجاع الذى اهتزت له أركان الدنيا بزيارة القدس، ليمنح بذلك السلام هبة منه لشعبه وعدوه فى آن واحد، ويدفع بيده عجلة السلام  بين مصر وإسرائيل، ولهذا استحق بجدارة لقب «رجل الحرب والسلام».

وفى عام 1979 قام السادات برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل إنسان، وخلال هذه المرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر، وبموجبها حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، تقديرا وتكريما لتوقيعهما معاهدة السلام.