رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الحركة النسائية فى مصر هى أكثر حركات المرأة فى العالم العربى اقترانا بالاستنارة والثقافة فى مصر، بل هى مكون أساسى مدرج فى كل مشروعات التموين المصرية منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم.

اقترن اسم هدى شعراوى بأهم تحولات الحركة النسائية المصرية، ولدت «هدي» فى المنيا عام 1879 وهى ابنة محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابى الأول فى مصر فى عهد الخديو توفيق.

تلقت التعليم فى منزل أهلها، وتزوجت مبكرا فى سن الثالثة عشرة من ابن عمتها على الشعراوى الذى يكبرها بما يقارن الأربعين عاما، ليتغير اسم عائلتها إلى الشعراوى، كان أحد شروط عقد زواجها أن يطلق زوجته الأولى، وبعد فترة وصل خبر لهدى أن زوجها مازال يعاشر زوجته الأولى، فما كان منها إلا أن فارقته وذلك لفترة سبع سنوات، نضجت فيها هدى، وفى السنوات اللاحقة أنجبت هدى بنتا أسمتها بثينة وابنا أسمته محمدا. أسست هدى جمعية لرعاية الأطفال عام 1907. وفى عام 1908 نجحت فى اقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، وكان لنشاط زوجها على الشعراوى السياسى الملحوظ فى ثورة 1919 أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة تظاهرات السيدات فى الثورة الشعبية فى عام 1919، وأسست لجنة الوفد المركزية للسيدات وقامت بالإشراف عليها.

أسست «هدي» الاتحاد النسائى المصرى عام 1923، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1948. كما كانت عضوا مؤسسا فى الاتحاد النسائى العربى وصارت رئيسته عام 1935، وفى نفس العام صارت نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمى، وبهذه الصفة حضرت عدة مؤتمرات دولية منها مؤتمر روما عام 1923 ومؤتمر باريس عام 1926، ومؤتمر امستردام عام 1927، ومؤتمر اسطنبول عام 1937، وفى عام 1938 نظمت هدى شعراوى مؤتمرا نسائيا للدفاع عن فلسطين، كما دعت إلى تنظيم الجهود النسوية من جمع للمواد واللباس والتطوع فى التمريض والإسعاف. وفى 29 نوفمبر 1947، صدر قرار التقسيم فى فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وقد أرسلت «شعراوي» خطابا شديد اللهجة للاحتجاج إلى الأمم المتحدة وتوفيت بعد ذلك بحوالى أسبوعين فى 13 ديسمبر 1947.

ومن هنا أطلق اسم هدى شعراوى على العديد من المؤسسات والمدارس والشوارع فى مختلف مدن مصر تكريما لها، كما حازت فى حياتها عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية.

الحركة النسوية الهدف منها حصول المرأة على حقوقها الإنسانية، وأن تعامل على أساس مساو للرجل فى انسانيته.. حين ظلت المرأة فى الكثير من البلاد محرومة من الكثير من الحقوق، فالحركات النسوية فى مختلف أنحاء العالم الغربى أو العربى هى حركات اجتماعية تتشكل من أفراد أو مجموعات أو منظمات تقوم على الوعى والفعل لتبنى قضية النساء فى مجتمعاتهم.

وظهرت الحركة النسوية فى العالم العربى أبان مرحلة عصر النهضة التى ترافقت مع وصول الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 حيث يعد هذا التاريخ بداية اتصال العرب بأوروبا والانفتاح على الغرب وثقافته، خاصة حول قضية المرأة وحقوقها، وكمحاولة للخروج من حالة التخلف والأمية والفقر السائدة فى بلاد العرب، فبرز فى هذه المرحلة فى مصر رفاعة الطهطاوى الذى نسب إليه بعد عودته من فرنسا عام 1831 أنه أول من أشار فى البلاد العربية بمساواة المرأة مع الرجل فى العصر الحديث ودعا إلى اشراكها فى العمل.

ثم ظهر الجيل الأول من النساء الرائدات اللاتى أرست آراؤهن المنشورة عبر الصحف لنشأة الحركة النسوية فى العالم العربى، ومن هؤلاء النساء فى مصر: ملك حفنى ناصف، وفى لبنان مريم جبرائيل، وفى سوريا: مارى عجمى، ثم اتخذت الحركة النسوية فى العالم العربى شكلا أكثر تطورا لتظهر فى المرحلة الثانية منها والتى تبدأ من نهاية القرن التاسع عشر، حيث تأسست فى هذه الفترة الاتحادات النسائية التى شاركت فى مؤتمرات عالمية للمرأة، ودخلت المرأة فى مجال السياسة، وكان من أبرز رموز هذه المرحلة فى مصر: قاسم أمين، هدى شعراوى، أمينة السعيد، احسان عبدالقدوس.

أما المرحلة الثالثة فتبدأ من خمسينيات القرن الماضى وفى هذه المرحلة انتقلت حركة تحرير المرأة من مرحلة التأثر بالنموذج الغربى إلى جعل هذا النموذج فكرا وعقيدة للمرأة، وتبنت شعار المرأة فى التنمية.

حققت الحركات النسوية مكاسب لا يستهان بها للمرأة والتى تمثل الدعامة الأساسية التى تمهد الطريق لباقى المكاسب التى ترغب المرأة فى جنيها ومن بين هذه المكاسب التى حققتها الحركات النسوية: النهوض بأوضاع المرأة فى الصحة والتعليم والقوانين الخاصة بها ومحاربة الفقر، وتغيير قوانين الحريات العامة مثل تجريم التحرش الجنسى، وتغيير قوانين الأحوال الشخصية التى كان فيها ظلم كبير للمرأة، ومشاركة المرأة فى صنع القرار، والاعتراف الدولى بالعنف الممارس ضد المرأة.