رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

فى بلادنا النامية لم نسمع عن مسئول وزير أو محافظ ارتكب فعلا غريبا أو تصرفا نتج عنه تسمية من نوع خاص لازمته فيما بعد.. فقط كان هناك مرشح لمنصب هام فى مصر وعندما صافح الرئيس بادره قائلا: أهلا يا إكسلانس. انزعج الرئيس وقتها من هذه العبارة الغريبة وقال لرئيس الوزراء ما هذا.. وانتهى الموضوع فى صمت.

هذة المسميات لازمت فقط نواب البرلمان.. فكان عندنا نواب القروض ونواب الكيف ونواب النقوط ونواب العلاج وغيرهم.. لكن المسئولين عندنا ظلوا بعيدين تماما عن هذا المنزلق.

الأسبوع الماضى دخلت وزير البيئة البريطانية فى هذه الدائرة بعدما نصحت البريطانيين بأكل اللفت، وهى نصيحة غريبة استحقت بعدها وصف وزيرة اللفت.

بدأت الحكاية عندما تطوعت وزيرة البيئة البريطانية تيريز كوفى بتقديم نصيحة للبريطانيين، بعد ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة، ووجود نقص فى بعض الأصناف بالأسواق أبرزها الطماطم والفلفل.. الوزيرة تصدت للمشكلة أمام البرلمان وبدلا من طرح حل ينهى الأزمة أو يساعد فى التخفيف منها فاجأت الجميع أثناء حديثها قائلة: هناك عدد كبير من البريطانيين يأكلون اللفت حاليا بدلا من الخس والطماطم والخضراوات الأخرى، وكانت تقصد من هذه الإشارة إلى ضرورة تشجيع المنتج المحلى من اللفت، بدلا من الاعتماد على الخضراوات القادمة من الخارج.

قامت الدنيا ولم تقعد على الوزيرة بعد عبارتها هذه وكان الهجوم الأبرز عليها عبر منصات التواصل الاجتماعى، حيث أطلق عليها البعض وزيرة «اللفت».

وتيريز كوفى سياسية بريطانية مثيرة للجدل، حيث تعمدت الظهور فى سبتمبر الماضى حينما كانت وزيرة للصحة، ممسكة بالسيجار وكأس خمر وهو ما دفع رواد التواصل الاجتماعى لإطلاق أفضل عبارة لما فعلته وهى «التجسيد المطلق للصحة.. يا له من اختيار جيد».

هذا يعنى أن ما فعلته الوزيرة لم يكن زلة لسان.. ولا جملة عابرة.. ولكنه سلوك ومنهج.. الغريب أن رئيس الحكومة لم يتحرك بعد هذه الواقعة، واكتفى بتصريح على لسان المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية، الذى أراد أن يرطب الأجواء ويخرج الوزيرة من دائرة السخرية والحرج، فقال إن الوزيرة أرادت لفت نظر البريطانيين إلى المنتج المحلى واستطرد قائلا: لكن فى النهاية الخيار للبريطانيين أولا وأخيرا فى اختيار الأطعمة التى يرغبون فى شرائها.

يبدو أن الأزمة الحالية التى تعيشها بريطانيا لم تتوقف عند الأزمة الاقتصادية.. ولكن وصل الأمر إلى سلوك وتصرفات من جانب المسئولين.

لم يكن فى الحسبان أن تدفع الأزمة التى يمر بها العالم فى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية دولا كبرى إلى معاناة وأوضاع وسلوكيات لم تحدث فى الدول النامية.. ويبدو أن هذه لن تكون النهاية.. فما وصلت إليه بريطانيا من كساد لم يحدث من 66 عاما ومخاوف من خروج الأزمة الاقتصادية عن السيطرة ربما ينتج عنه ظواهر أخرى أكثر غرابة من واقعة وزيرة اللفت.