رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

ستمر الأزمة الاقتصادية ويسترد الاقتصاد المصرى عافيته، ولن يستسلم المصريون للسواد الذى تتمناه لهم الجماعة الإرهابية من خلال عزفها الحزين على آلات تبث الحزن والكآبة وتروج للشائعات والأكاذيب.

ستمر مصر من الأزمة كما مرت من مآمرات الجماعة الإرهابية، فبعد نجاح ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، كانت مصر شبه دولة، تعانى الاضطراب الأمنى والفتنة الداخلية، الطائفية والسياسية، تقف على شفا الانهيار الاقتصادى، معزولة عن محيطها العربى ومحاصرة فى قارتها الإفريقية، وأواصر علاقاتها مقطوعة مع دول العالم.

وكان سعى أعداء ثورة الشعب المصرى من الجماعة الإرهابية حثيثا لبث اليأس والاحباط فى نفوس هذا الشعب الذى أثخنته جراح حقبة موروثة طويلة، ثم 3 سنوات من الاضطرابات وعدم الاستقرار الأمنى والاقتصادى والسياسى، اختمتت باستيلاء جماعة إرهابية على الحكم، لم توفر جهدا بعد الاطاحة بها فى محاولات هز ثقة الشعب فى ذاته الحضارية، ودولته الضاربة فى عهد الأرض والتاريخ، وقدرته المتوارثة على الانجاز وعبور المستحيل.

وتوالت الادعاءات والشائعات والحملات المغرضة من الجماعة الإرهابية السنوات التى أعقبت ثورة الشعب، محاولة أن ترسم وتروج صورة لمصر غير التى عليها بالفعل، مضيفة عليها كل السواد الذى تتمناه لها ولشعبها.

وكان الإرهاب أداة وسلاح الجماعة الإرهابية التى حاولت بعد أن أسقطها الشعب بإرادته وسلميته، الاستيلاء على مصر بالسلاح، وقامت بنشر الفتنة الطائفية وأحرقت وحلفاؤها عشرات الكنائس، ومارست العنف والإرهاب بحق المسيحيين والمسلمين.

وحقيقة فقد كان أصعب ملفات وتحديات السنوات الماضية هو ملف الاقتصاد، وهو أخطر الملفات لتأثيره المباشر على حياة المواطنين، وحاول أعداء مصر فى الداخل والخارج نشر اليأس والشكوك فى قدرة مصر على النهوض من جديد، كما يحاولون حاليا، وقاموا بتأليب الدول والحكومات والمنظمات الاقتصادية للامتناع عن مساعدة اقتصاد مصر «الميؤوس منه» حسب مزاعمهم ودعاياتهم السوداء، ولكن كانت لإرادة الشعب المصرى رأى آخر، فقد بدأت عودة الثقة فى النفس وفى قدرة الشعب والدولة على الانجاز بمشروع قناة السويس الجديدة، الذى كان رمزا للقدرة على عبور الصعاب، وابتداع الحلول والمنجزات، وبعد سنوات قليلة تبدلت الصورة، فبعد نسب نمو متدنية كانت فى حقيقتها نموا سالبا وانكماشا، حققت مصر معدلات متزايدة من النمو وصل لما يقرب من 6٪ قبل تأثيرات جائحة كورونا الحالية، وتم إعادة تكوين الاحتياطى النقدى وانخفضت نسبة البطالة من 13.4٪ إلى 7.5٪ عام 2019، وقدمت مصر للعالم نموذجا مبهرا فى الاصلاح الاقتصادى والقدرة على الانجاز، فقد تم إعادة انشاء البنية الأساسية فى مجالات الطرق ومياه الشرب والصرف الصحى، وتحولت البلاد إلى ورشة بناء كبرى من العلمين غزبا إلى أسوان جنوبا، وسيناء والجلالة شرقا، فى سلسلة من مدن الجيل الرابع، واستطاع المشروع القومى للإسكان أن يوفر مئات الآلاف من الوحدات السكنية لكل المستويات الاجتماعية من الشعب، واقتحمت الدولة بجدية غير مسبوقة مشكلة العشوائيات وتغيرت حياة الملايين من أبناء الشعب فى سنوات قليلة.

ورصدت الدولة حوالى 614 مليار جنيه على مدى 6 سنوات فى مجال الكهرباء حولت مصر من دولة تعانى من مشكلة فى الكهرباء إلى دولة مصدرة للكهرباء، وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يونيو 2014 المشروع القومى للطرق بتنفيذ 39 طريقا بإجمالى 4400 كم تم تنفيذ مراحلها بمعدلات انجاز قفزت بترتيب مصر فى مؤشر جودة الطرق عالميا 90 مركزًا فى 6 أعوام من المرتبة 113 لتصل إلى المرتبة 28 على مستوى العالم.

وتم انشاء العديد من المناطق الصناعية المخصصة ومنها منطقة الروبيكى لصناعة الجلود، ومدينة الأثاث فى دمياط، وتطوير مشروعات الغزل والنسيج ومشروعات صناعة السيارات، كما نجحت مصر فى تنفيذ الملف الأكثر انسانية بهدف تحسين وتطوير حياة المواطنين والخدمات الأساسية المقدمة لهم، ومساعدة الفئات محدودة الدخل على تحمل تبعات الإصلاح الاقتصادى.

حاليا تواجه مصر أعباء الأزمة الاقتصادية وهى أزمة عالمية تعانى منها جميع دول العالم، والتى أدت إلى ارتفاع كبير فى أسعار معظم السلع، ولن تتوقف القيادة السياسة والحكومة عن وضع الحلول للحد من آثارها، والواجب على المصريين أن يقدروا حجم هذه المسئولية، ودائما اليسر يأتى بعد العسر وستخرج مصر من هذه الأزمة، كما خرجت من أزمات كثيرة، وعى المصريين وانحيازهم للقيادة السياسية والدولة وعدم الالتفات إلى الشائعات التى يروجها أهل الشر هو جواز المرور من الأزمة الاقتصادية، لأن جماعة الإرهاب هدفها خفض الروح المعنوية للشعب لوضعه فى مواجهة مع الدولة لتحقيق أهدافها وهو حلم العودة!