رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أطلقت الإمارات «بيت العائلة الإبراهيمية» قبل أيام، وهو بيت جرى العمل فيه على مدى سنين مضت، وبالتحديد منذ إطلاق «وثيقة الأخوة الإنسانية» فى أبوظبى ٤ فبراير ٢٠١٩.

وكان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد زار العاصمة الاماراتية فى ذلك اليوم، وكان قد زارها معه البابا فرنسيس الأول، بابا الڤاتيكان، وكان الهدف هو اطلاق الوثيقة التى سعت منذ لحظتها الأولى، إلى الإعلاء من شأن كل ما هو انسانى فى العالم.

وقد جاء إطلاقها فى لحظة كان العالم فيها أحوج ما يكون إلى وثيقة من نوعها، لأنه وقتها كان على وشك الدخول فى دوامة وباء كورونا، ثم ما كاد يفارق الدوامة الوبائية، حتى وجد نفسه أسيرًا فى قبضة الحرب الروسية على أوكرانيا.. ولن يكون فى إمكان العالم أن يفلت من قبضة هذه الدوامات التى تلاحقه، إلا بإعلاء كل ما هو انسانى فى حياته، وإلا بوضع كل ما هو انسانى فى ًالمقدمة من سلوك الحكومات والناس.

وقد بدأ افتتاح بيت العائلة بحضور الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعايش والتسامح، وكأنه خطوة مضافة فى اتجاه تحقيق الهدف الذى سعت إليه الوثيقة منذ البداية.. وإذا كان الافتتاح قد جاء فى الشهر نفسه الذى شهد مولد الوثيقة، فكأنه يقول إن لها بقية لا بد أن ترى النور، وإن هذه البقية هى هذا البيت الفريد.

البيت يضم مسجدًا يحمل اسم الدكتور أحمد الطيب، وكنيسة تحمل اسم البابا فرنسيس الأول، وكنيسًا يحمل اسم موسى بن ميمون.. وسوف يكون هذا الكنيس هو الثانى من نوعه فى منطقة الخليج، بعد كنيس آخر فى البحرين التى تضم جالية يهودية صغيرة.

والمعنى فى افتتاح بيت العائلة عمومًا، والكنيس اليهودى خصوصًا، أن يتم التأسيس لفكرة محددة هى التسامح بين الذين يدينون بمختلف الأديان، وأن يتم الترسيخ لمبدأ أن الأديان بريئة على اختلافها من التطرف، وأن الذين يؤمنون بالعنف ويمارسونه ليسوا من الدين فى شيء، وأنهم يحملون وزر أنفسهم، وأن تطرفهم مردود عليهم لا على الدين الذى ينتسبون إليه ويحملون بطاقته.

ومما قاله محمد خليفة المبارك، رئيس بيت العائلة الابراهيمية، أن إطلاق البيت امتداد لإرث المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وترسيخ للقيم التى أقام عليها الدولة بدءًا من التعايش، ومرورًا بالتفاهم، وانتهاءً باحترام الآخرين.

بيت العائلة الإبراهيمية فكرة ممتازة، وهى فكرة تأتى فى وقتها، ولا بد أن تجد تشجيعًا من كل المؤمنين بالسلام بين الناس.