رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

ليس هناك ما يمكن أن نفسر به موقف الولايات المتحدة الأمريكية من فاجعة الزلزال الذى ضرب سوريا، غير أنه موقف عدائى للإنسانية، وليس للنظام السورى فحسب، لأن كل ما تحدثت عنه إدارة الرئيس جو بايدن تعليق العقوبات 180 يوماً تحت غطاء المساعدات الإغاثية، والحقيقة أنه غير صحيح بقدر ما هو استغلال سياسى للكارثة، تحاول من خلاله غسل سجل الجرائم، التى ارتكبتها ضد الشعب السورى، وتحسين صورتها أمام العالم، وهى الكذبة الكبيرة التى وصفتها وزارة الخارجية السورية بالقرار المضلل، وأظن أنه لا يختلف كثيراً عن قرارات سبقت، كانت تهدف لإعطاء انطباع إنسانى مزيف، يغطى على التدابير القسرية فى حق السوريين.

● لو كانت الولايات المتحدة جادة فى أن تشارك العالم، رفع معاناة الشعب السورى، وتخفيف آثار ما خلفه الزلزال من قتلى، أقرب إلى 6 آلاف، ومصابين 7 آلاف، و2,5 مليون طفل تضرروا، وملايين تشردوا، إلى جانب الدمار الواسع، لمدن وقرى سويت بالأرض، أقول لو كانت جادة، لكانت استبقت دول المساعدة، وبادرت- من منطلق إنسانى- ورفعت العقوبات كاملة، حتى تتمكن السلطات السورية، فى تلقى أموال ومعونات الإغاثة، التى تريد العديد من الدول والمنظمات حول العالم، تقديمها لتخفيف معانة المرضى والمصابين، وإنقاذ أولئك البؤساء، الذين ينامون فى مزارع الزيتون، وفى عراء الصحارى والطرق، فى درجة «صفر» المئوية.

● لكن على العكس من المكابرة والعنترية الأمريكية- وهو سلوك غير إنسانى، ينمى الكره والعداء لهذا البلد- لم يتخلَّ قسم كبير من دول العالم عن إنسانيته، وكسر حاجز الحصار الأمريكى- الأوروبى، ووقفت إلى جانب» دمشق»، عبر وفود إغاثية وفرق إنقاذ، وجسور من طائرات المعونات، التى تحط كل يوم فى مطار حلب، ولعل باكورتها، التى انطلق من مصر والإمارات والسعودية، كانت مفتاح التضامن العربى والدولى، مع الدولة الوطنية السورية، وأظنها رسالة قوية لـ»واشنطن»، أن الوقت حان، لأن تراجع سياستها حيال نظام الرئيس بشار الأسد، الذى تتعاظم شرعيته، على حساب سقوط خونة المخطط الأمريكى، فى الداخل والخارج.

● ودعونا نطمئن على الشأن السورى، وهناك الدعم المطلق، الذى تتبناه روسيا، وقواتها العسكرية فى» حميميم»، وما تقوم به من أدوار جبارة فى الإنقاذ والمساعدة، وجسر »موسكو» للمعونات، وتجرى بمتابعة حثيثة من الرئيس فيلاديمير بوتين شخصياً، وأيضاً الوجود الصينى والإيرانى فى محيط الكارثة، وكلها مؤشرات لأن تفهم الإدارة الأمريكية، أن النظام العالمى الجديد، ربما ينطلق من سوريا، وهذا سر قلق وارتباك «بايدن» وحكومته، ومن ثم يظل ممسكاً بورقة عقوبات» قيصر»، ظناً فى أن يتبقى لبلاده، مساحة للوجود والسيطرة فى منطقة تعتبرها» واشنطن» تهديداً للأمن القومى، لكل من الصين وروسيا، وهى استراتيجية تخفيها وراء زعم محاربة الإرهاب..

● الأمل أن تخرج سوريا قوية إلى محيطها العربى والإقليمى،على قاعدة تضامن المجتمع الدولى، وقناعة الأمم المتحدة ودول أوروبية، بالفصل بين السياسة وكارثة الزلزال، حتى تنساب المساعدات لجبر المتضررين وإعادة الإعمار، وربما تمثل نقطة بداية لأن يستعيد الشعب السورى ثرواته الطبيعية، التى حرمه منها الاحتلال الأمريكى، وأن تتخلص »دمشق» من خونة الداخل، مثلما نجحت من قبل، فى القضاء على الإرهاب..الأنظار تتجه إلى سوريا كما على تركيا، وقد جمع بينهما زلزال  »الاثنين» قبل الماضى، بـ42 ألف قتيل، وتراجع خلافات الحدود والمعابر، ويبقى أن تحظى سوريا بالسلوك نفسه، الذى يتعامل به المجتمع الدولى مع تركيا.. إنها العدالة.