رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عصر التطور التكنولوجى والانفتاح الإعلامى، وزيادة حجم التأثير الذى تقوم به السوشيال ميديا، وسرعة انتقال الأخبار وتداولها، أصبحت الكلمة مسئولية ضخمة، ولقد أكدت كافة الأديان السماوية على قيمة الكلمة وأثرها، وعلى قيمة الصدق وأضرار الكذب، وهو ما يؤكد على خطورة الشائعات على المجتمعات والأفراد، بتداول معلومات وأخبار مغلوطة وغير مدققة دون البحث عن مصدرها، فأصبحت الشائعات من الأسلحة الفتاكة التى تهدم وتهدد أمن واستقرار الأوطان.

ولنا فى قول المولى عز وجل: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخر، فليَقُلْ خَيْراً أو ليَسكُتْ»، ودائما كانت الكلمة والرأى هاجساً لدى المفكرين. فكما يقول الشاعر عبدالرحمن الشرقاوي: «الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. مفتاح الجنة فى كلمة.. دخول النارِ على كلمة وقضاءُ اللهِ هو كَلِمة»، فربما يستهين البعض بالكلمة ولا يدرى ما يمكن أن تفعله، فالكلمة يمكن أن تدمر حياة إنسان أو تهدد مصائر أوطان، يمكن أن تبنى أمة، ويمكن أن تهدم وطناً، لذلك فالإنسان الواعى يضع هذه الحقيقة نصب عينيه، فلا يمكنه أن يلقى بكلمة دون أن يدرك تأثيرها على من حوله أو على مجتمعه، يعرف ماذا يقول ومتى يقول وكيف يقول، فالكذبة دائماً ما يطلقها خبيث، ويصدقها أخرق، وينقلها أحمق، وتسير بها الركبان.

وللأسف مؤخرا تم عن عمد إهدار قيمة الكلمة بسبب السوشيال ميديا التى دفعت الجميع نحو «الترند» من أجل حصد التفاعلات، بغض النظر عما يتناوله من معلومات أغلبها قد يكون مغلوطاً، ودون القيام بالحد الأدنى من التدقيق، الأمر الذى يؤثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية وتنامى فرص الاستثمار، بل تطور إلى تعمد إطلاق الشائعات من أجل زيادة حجم التفاعل على السوشيال ميديا، ومع تطور أشكال الحروب ظهرت حرب الشائعات التى تستهدف دول بعينها، وكانت مصر من بين المستهدفين خلال السنوات الماضية، وما زالت هذه الحروب مستمرة، حيث يستخدم بعض المغرضين الشباب المصرى المتحمس وغير المدرك لأبعاد هذه الحروب فى إثارة البلبلة فى المجتمع المصرى من خلال الترويج للشائعات التى يطلقها أعداء الوطن وقوى الشر والجماعات المتطرفة والإرهابية والذين يخصصون مليارات الدولارات والجنيهات لصفحات ومواقع وميليشيات ولجان إلكترونية ومقالات لترويج الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة عن الأوضاع فى مصر وتشويه أى إنجازات أو خطوات ملموسة تقوم بها الدولة لتخطو للأمام نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفى وقت الأزمات تزداد وتنتشر الشائعات والتى تعد من أهم أساليب ترويع الأفراد والمجتمعات النفسية والاجتماعية، وفى الظروف الراهنة التى يشهدها العالم أجمع من أزمات اقتصادية عالمية شديدة الصعوبة خاصة بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها وتداعياتها السلبية على دول العالم كله بما فيها مصر، فى ظل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار، ومعها تزداد الشائعات كل يوم من هنا وهناك، أخبار غير صحيحة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا تتسبب فى إثارة البلبلة فى المجتمع، وهو ما يستوجب أن يكون الجميع فى حذر شديد عندما يتلقون المعلومات والأخبار، بالبحث عن مصدرها والتأكد من دقتها وتحرى الدقة والصدق حتى لا تنتشر الشائعات والأكاذيب، وهى مسئولية على كل فرد.

المسئولية تقع على عاتق الجميع بلا استثناء بدءاً من كافة الجهات التنفيذية فى الدولة وانتهاء بالمواطن المصرى، فالكلمة تشكل وعى الوطن أو تدمره، فالشائعات هى الآفة التى أصابت مجتمعنا والمهدد الأول لأمنه واستقراره، والمسئولية تقع على الأفراد، بألا ينساقوا وراء الشائعات والأكاذيب، ففى كل ثانية يقضيها المواطن على مواقع التواصل الاجتماعى والوسائل الإعلامية المختلفة، معرضاً لتلقى أخبار ومعلومات غير موثوقة، فعليه أن يتحرى دقة هذه المعلومات ومصدرها حتى لا يقع فى فخ الشائعات ويضر نفسه ووطنه.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا للوفد