رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على مر العصور ترتبط الدول العربية ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، ووترتبط الشعوب بعلاقات وطيدة ضاربة بجذورها العميقة فى التاريخ، تصل فى بعض الأحيان إلى المصاهرة والنسب وخاصة بين تلك المشتركة فى حدود جغرافية واحدة، علاقات أخوية تسودها المحبة والإخاء والود والتعاون، فى ظل المقومات والروابط والعادات والتقاليد واللغة المشتركة، التى جعلت هذه العلاقة بين الدول العربية صلبة ومتينة عصية على المؤامرات والفتن التى تحاك ضد الوطن العربى من حين إلى آخر.

والأجيال المتعاقبة نشأت وتربت على الوحدة والتكامل والتعاون بين بعضها البعض، ولا تزال الدول العربية منذ قديم الأزل وحتى الآن العون والسند لبعضها البعض فى الأزمات والمحن، عندما تمر دولة بظرف أو أزمة صعبة تجد الشعوب تتكاتف على قلب رجل واحد متضامنة مع شعب هذه الدولة ويظهر دائما المعدن الأصيل فى الشدائد، وتظهر المبادرات من هنا وهناك للدعم والمساندة حتى تمر الأزمة أو المحنة.

ورأينا فى السنوات الأخيرة كيف كانت مصر سندًا لشقيقاتها العربية، وأيضا كان الأشقاء دوما داعمين للدولة المصرية فى ظل ما شهدته من ظروف اقتصادية صعبة عقب ثورتين ومرورها بحالة عدم استقرار حتى عادت مصر دولة آمنة ومستقرة وبدأ اقتصادها فى النمو والتعافى، كما رأينا كيف تكون مصر الكنانة والعون والسند للكثير من الدول العربية فى أزمات ومحن على مدار العقود السابقة، وغيرها من الوقائع والمواقف الشاهدة على الروابط الوثيقة التى تصل حبل الوداد والمحبة بين الشعوب، فى ظل مقومات التعاون من اللغة المشتركة والإرث والتاريخ الحضارى والثقافة المشتركة والتجاور المكانى، ورغم التحديات الصعبة والمخاطر التى تواجه المنطقة وما مرت به بعض الدول من أزمات ومحن، إلا أن ذلك لا يحول دون استمرار حلقة الوصل والتعاون بين الدول العربية وشعوبها.

وعلى مر التاريخ لم تنجح أى محاولات من الأعداء وقوى الشر والجماعات الظلامية والمتطرفة لإحداث الفتنة والانقسام والتشرذم فى الوطن العربى، ورغم ما تضمره هذه القوى من نوايا خبيثة وسيئة لزرع بذورها الشيطانية فى قلب الوطن العربى إلا أن الشعوب العربية تفطن لما يحاك من مخططات ومؤامرات خبيثة ومغرضة، ولا تنساق وراءها وتقف لها بالمرصاد لتتحطم مخططات وأهداف الأعداء أمام صلابة وقوة تماسك وتكامل وإرادة الشعوب العربية المتحابة.

وبلاشك هناك الكثير من قوى الشر والأعداء والمتربصين لا يروق لهم حالة الألفة والود والتعاون والأخوة بين الدولة المصرية والأشقاء العرب، فهم لا يريدون أى وحدة عربية ويريدون القضاء على الهوية العربية، فيستغلون كل الوسائل لضرب استقرار الدول العربية وإشعال الفتن بينها، ويسخرون كتائب ولجانًا إلكترونية على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى لنشر الشائعات والأكاذيب واختلاق الوقائع الباطلة وغير الصحيحة حول علاقات الدول العربية ببعضها البعض لإحداث فتنة وانقسام والقضاء على روح التعاون والتنسيق المتبادل، ولكن مخططاتهم ومؤامراتهم تفشل دائما ولن تنجح أبدا فى شق وحدة الصف العربى، فالدول العربية بينها علاقات وطيدة وتاريخية والأنظمة والشعوب تفطن لهذه المخططات ولا تمنحها الفرصة لتحقق أهدافها.

ولا أبالغ إذا قلت إن كل مواطن عربى لديه رغبة وإرادة وحلم فى إحياء مشروع التكامل العربى كوسيلة لا غنى عنها فى تحقيق نهضة عربية شاملة، ولتعزيز سبل التعاون فى كل المجالات، والقدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة فى ظل الأزمات الحالية التى يشهدها العالم كله وتداعياتها السلبية على الجميع.

الشواهد والبراهين دوما تشهد على وحدة عربية وهموم مشتركة وأحلام وحدة عربية حقيقية، ورأينا شوارع مصر جميعها تحمل أعلام الدول العربية خلال مبارايات كأس العالم ورأينا كم الحب والدعم من الأشقاء العرب لمصر وشعبها خلال مناسبات رياضية وغير رياضية، ولن يثنى الأشقاء عن تلك المحبة أية أصوات ناشزة شاذة تحاول أن تثير الأغلال والأحقاد بين مصر وبين أشقائها العرب، ولا يجب أن نلتفت لضعاف العقول وقصار النظر والمأجورين من هنا أو هناك، والقادة العرب يتمتعون بكثير من الحصافة والحنكة ولن يلتفتوا إلى مثل هؤلاء أصحاب النوايا السيئة، وستظل وحدة عربية رغم أنوفهم.

وأتذكر هنا كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى يذكرها دائما فى المحافل الدولية والعربية، بتأكيده  على أن الأمن القومى العربى لا يتجزأ وأن الأمن القومى المصرى جزء من الأمن القومى العربى، ولابد من التكاتف بين رؤساء وملوك وشعوب الدول العربية من أجل دحر التحديات وإعلاء العمل العربى المشترك، كما يبادل رؤساء وملوك الدول العربية مصر نفس الشعور والإحساس والهدف ودائما ما يؤكدون أن الأمة العربية ستظل متكاتفة ومتعاونة وتحدياتها وقضاياها مشتركة، وهو ما يجعلنى أؤكد أنه مهما حيكت المؤامرات والمخططات ستظل الشعوب العربية على قلب رجل واحد ولن تنطلى عليها أى محاولات لإحداث فتن وانقسام.