رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

عن عبدالله بن عمر، قال: «البركة عشر بركات، ففى مصر تسع، وفى الأرض كلها واحدة، ولا تزال فى مصر بركة أضعاف ما فى جميع الأرضين, وعن ابى موسى الاشعرى «أهل مصر الجند الشداد ما كادهم احد الا كفاهم الله مؤونته», ودعا عبدالله بن عمرو للنيل بالبركة، ولمصر بالرحمه والبر والتقوى، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات.

واليوم نستكمل حديثنا عن الصحفى الألمانى عاشق مصر «فيندفور» الذى تعرف  خلال فترة وجوده الأولى بمصر على الكاتب الصحفى حسنين هيكل، الذى عرفه بدوره على الرئيس جمال عبد الناصر, أما علاقته بالسادات، فقد كان مرافقا له على الطائرة فى رحلة السادات الشهيرة إلى القدس.

ويقول «فيندفورد» إنه التقى السادات 14 مرة ولديه 24 ساعة تسجيلات خاصة معه كما أجرى حديثا معه قبل اغتياله بأربعة أيام, وكان يعلق فى غرفة مكتبه بشقته فى بيرجهايم القريبة من كولونيا صورة له مع السادات.

وفى عهد «مبارك» واصل نجم «فيندفور» الصعود وأجرى مع مبارك أكثر من حوار لصالح دير شبيجل ولما قامت ثورة 25 يناير، نزل بنفسه إلى ميدان التحرير كمراسل ميدانى.

وبعد الإطاحة بالرئيس مرسى، أصدر «فيندفور»، بصفته رئيسا لجمعية المراسلين الأجانب، بيانا اعتبره كثير من زملائه انحيازا لأجهزة الأمن المصرية.

واعترف «فيندفور» أن هذا البيان وضعه فى موقف حرج ودافع عن نفسه قائلا: «هناك زملاء عاجزون عن استيعاب وتفهم حقيقة 30 يونيو، إنها تشبه الانتفاضة الفلسطينية، وجميع فئات الشعب المصرى، فيما عدا الإخوان وأنصارهم، خرجت إلى الشوارع وهذا الحدث من الأمور الجسام التى لا تحدث إلا نادرا فى الأمم.

بعد ذلك أصبح «فيندفور» ضيفا مطلوبا فى القنوات التلفزيونية فى مصر، يتحدث عن موقفه من ثورة يناير وما تلاها من أحداث وعن رحلته فى مصر عموما ومسيرة حياته، قبل أنا يصاب بالمرض ويتوارى عن الأنظار إلى أن وافته المنية.

يقول «فيندفور» إن أفضل مكان يعشقه فى مصر هو ضفاف النيل وأنه يعشق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ, ويحكى أن أحد أهم أسباب عيشه فى مصر أنه أثناء عودته بسيارته من تغطية بناء السد العالى، وقع له حادث عند الطريق الساحلى قبالة ما تعرف الآن بمرسى علم، على ساحل البحر الأحمر, ويوضح أن الطريقة التى ساعده بها الناس بعد ذلك الحادث ولم تكن هناك مستشفى، جعلته يشعر بأنه «جزء من هذا الشعب العظيم «.

ومن أكثر ما يعجبه فى الشعب المصرى صناعة النكتة فى وقت الأزمة ويقول إن المصرى يصنع النكتة ليخفف عن نفسه «وليست كل الشعوب عندها هذه الصفة»، ولذلك فإن «كلمة تهكم هى جزء من تفسير الروح المصرية التى تعجبنى».

وعندما بدأ المرض يتغلغل فى جسد «فيندفور» قرر البقاء فى مصر ورفض الذهاب للعلاج فى ألمانيا، رغم ما هو معروف عنها بتمتعها  بنظام صحى متكامل, ويقول تلميذه وصديقه الصحفى أيمن بدر، الذى رافقه فى الـ15عاما الأخيرة إن الرجل عاش طيلة عمره محروما من الجو العائلى وكان يحب جدا أجواء الأسرة المصرية «وكان يسعد عندما يحضر معنا اجتماعات العائلة الكبيرة ويعد الأفراد الجالسين فى الاجتماع الأسرى ويقول لدينا 26 فردا، لدينا 28 وهكذا».

كان «فيندفور» يعتبر «بدر» ابنه الذى لم ينجبه وينظر إلى أبنائه على أنهم أحفاده، وقال لأيمن «إذا ذهبت لألمانيا سيتم وضعى فى مستشفى أو دار للمسنين وسأحرم من رؤية أحفادى ومداعبتهم والتمتع بذلك، وهذا كل ما أريده من الحياة, فأنا أريد أن أموت فى البلد الذى عشت فيه ولى أصدقاء فيه وأريد أن أدفن فيه، لأنى عشت فيه أكتر مما عشت فى بلدى ألمانيا», وقد تحقق له ما أراد، ونفذت وصيته، واحتضن تراب المحروسة جثمانه.

حفظ الله مصر وأهلها

 

[email protected]