خط أحمر
قرأت خبرًا على لسان ثروت ترزى آر، رئيس الجمعية التركية للسياحة الصحية، يقول فيه إن مليون سائح زاروا تركيا فى السنة الماضية لإجراء عملية زراعة الشعر.
ومعنى الخبر أن الأتراك معروفون فى مجال هذه العمليات، وأنهم يستغلون ذلك فى الترويج للسياحة فى البلد، وأن ما يفعلونه يرجع بعائد فى الدخل العام.
ولأن السياحة ترويج وتسويق فى الجزء الأكبر منها، فالمملكة العربية السعودية تعمل فى سياحتها على هذا الأساس، وفى كل سنة تطلق «موسم الرياض» الذى يستمر ستة أشهر من سبتمبر إلى مارس، ولا يكون له هدف إلا لفت الانتباه سياحياً إلى العاصمة التى يحمل اسمها.
وليست هذه هى المرة الأولى التى ينطلق فيها الموسم القائم فى اللحظة الحالية.. فمن قبل كان قد انطلق، ومن قبل كان انطلاقه فى عدد من المناطق فى أنحاء العاصمة، ومن قبل كان «البوليڤارد» على سبيل المثال منطقة من بين مناطق يعمل داخلها الموسم طوال الأشهر الستة.
ورغم أن السعودية دولة نفطية، ورغم موقعها المتقدم بين الدول فى الاحتياطى الذى تملكه من النفط، وفى كميات الانتاج التى تخرج من باطن أرضها فى كل صباح، إلا أنها تعرف تماماً أن البترول بطبيعته ثروة ناضبة، وتعرف أن هذه الطبيعة فيه تدعوها إلى ألا تعتمد عليه كل الاعتماد باعتباره مصدر دخل، وتعرف أنها بالتالى مدعوة إلى تنويع مصادر دخلها.
وهذا ما تقصده من وراء اطلاق موسم الرياض فى كل سنة، وما تقصده عندما تنفتح على الدنيا فى الموسم، وفى غير الموسم طبعاً على طول السنة.
ويمكن القول إن السعودية تعيد اكتشاف نفسها منذ فترة، فهى قد اشتهرت بالسياحة الدينية التى تقوم على أساس زيارة مكة والمدينة فى مواسم الحج والعمرة.. ولكنها تكتشف يوماً بعد يوم أن هذه السياحة نوع واحد من السياحة المتاحة عندها.. صحيح أن المعتمر سائح بمعنى من المعانى، وصحيح أن الحاج سائح كذلك فى التعريف الأخير، وهذه سياحة غير ناضبة بالطبع، لأن المسلمين سوف يظلون يتوافدون للحج والعمرة إلى يوم القيامة.. ولكن الصحيح كذلك أن زائر البوليفارد سائح من نوع آخر، وبالذات فى شهور الشتاء حيث أجواء الطقس مغرية.
الدول تتنافس لتكون مقصداً سياحياً، والمقصد الفائز بنصيب أكبر فى سوق السياحة عالمياً، هو المقصد الذى يستطيع «بيع» ما عنده للسياح فى كل مكان.