رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع شركة سلسبيل والتى أسسها الشاطر وحسن مالك والتى تم تأسيسها باسم الشركة الدولية للتنمية والنظم المتطورة فى عام ١٩٨٦، وبدأ نشاطها الفعلى فى بداية ١٩٨٧، وعقب ذلك أسس الشاطر شركة جديدة لتطوير أساليب العمل الإدارى والتدريب والدراسات والبحوث أطلق عليها اسم الأمة، واستطاعت أن تنافس بعض الشركات فى السوق، السؤال هنا عزيزى القارئ: لماذا تفجرت قضية سلسبيل؟، فمن وجهة نظر جماعة الإخوان الإرهابية كان هناك سبب واحد مهما تعددت الأسباب التى يتحدثون عنها، وهو تخوف مبارك من نشاط الإخوان الاقتصادى الذى كان يهدد بأن تبتلع الجماعة الدولة، ولقد فوجئ الشاطر فى ٥ فبراير ١٩٩٢، بمباحث أمن الدولة مصحوبة بقوة كبيرة تهجم على شركته وتعتقله وتجرى تفتيشا دقيقا للمكان، تم إغلاق الشركة، وتم القبض على ٣ متهمين أساسيين هم أصحاب الشركة ومركز الأمة للإدارة وهم خيرت وحسن مالك وطاهر عبدالمنعم، كما اعتقل على ذمتها مجموعة كبيرة من الإخوان المسلمين فى شتى محافظات مصر من بينهم جمعة أمين ومحمود عزت، وترتب عليها أيضا أن أوقفت الحكومة تعاملها مع رجل الأعمال الإخوانى خالد عودة من خلال وقف مشروع كساء العاملين بالدولة، الذى كان مصنع عودة ينتج من خلاله ملابس الموظفين العاملين فى القطاع الحكومى، وخرج خالد عودة وقتها ليعلن أن مبارك كذب على المصريين عندما وعد بأنه لن يبيع القطاع العام.

بحث نظام مبارك عن مبرر قوى ليضرب تحالفه مع جماعة الإخوان الارهابية، فقد تركهم لما يقرب من ١٢ سنة يعملون دون أن يعترض طريقهم أحد، سمح لهم بأن يدخلوا كل مكان، الجامعات، النقابات، النوادى، الانتخابات، لكنه لم يتوقع أن تتمكن الجماعة من هذا الانتشار الذى أصبح مقلقا ومخيفا، فظهرت قضية سلسبيل، وربما هى القضية الأشهر فى تاريخ العلاقة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان، فكل ما جاء بعدها كان مترتبا عليها، لن أعتمد هنا فقط على الرواية الأمنية لقضية سلسبيل، ولكن سأعتمد عزيزى القارئ أيضا على رواية الإخوان انفسهم، كما وردت فى موسوعة الإخوان المسلمين، وكتبها الباحث الإخوانى عبده مصطفى دسوقى، ربما لأن فيها أيضا تفاصيل عن بدايات إمبراطورية خيرت الشاطر الاقتصادية.

لقد عاد الشاطر إلى مصر فى عام ١٩٨٦، بعد أن عاش مغتربا فترة دامت أكثر من ٥ سنوات كان فيها هاربا من نظام مبارك وهى الفترة التى تشكل حالة من الغموض الكبير، فقد كون معظم علاقاته بإخوان الخارج خلال هذه السنوات، كما أن الفترة التى قضاها فى اليمن عبر هذه السنوات لا تزال مجهولة للكثيرين، تقول موسوعة الإخوان نصا « لقد انزعج نظام مبارك من الصوت العالى للإخوان فى الميدان الاقتصادى، حيث شهد مستهل التسعينيات صراعا بين الإخوان ومبارك على شرعية الإنجاز، ولم يأت التصادم من فراغ وإنما زادت وتيرته بسبب تطورات وعوامل محلية وخارجية وتفاعل النظام مع تلك التطورات من خلال مجموعة سياسات جديدة، أهمها التخلى عن سياسة احتواء المعارضة السياسية وصياغة تحالفات جديدة مع فئة رجال الأعمال» ؛ ويحلو لجماعة الإخوان أن تصور ما حدث فى شركة سلسبيل على أنه كان فزعا من خيرت الشاطر بشكل شخصى، فطبقا لهم كان لوضع الشاطر واحترافه التجارة وانضمامه لجماعة الإخوان ومهنيته العالية فى هذا المجال أن وجد منافسون له بقوة محسوبين على النظام الحاكم، وعمدوا إلى عرقلة مسيرته متذرعين بكونه عضوا فعالا فى جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك كانت كل الضربات توجه له ولشركاته تحت ذريعة انتمائه لجماعة محظورة، وكان لدخوله مجال الكمبيوتر، وهى تجارة لم تكن رائجة فى مصر فى هذا التوقيت، أن أغرى كثيرا من رجال الأعمال المقربين من نظام مبارك لمنافسته فى هذا المجال الحيوى واستشعروا رغبة السوق فيه، ومن ثم إغراء النظام به،وللحديث بقية

[email protected]