رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يا بلدى

الحصول على سرير فى غرفة العناية المركزة تحول إلى رحلة عذاب للمريض وأسرته، بسبب النقص الشديد لهذه الخدمة فى أغلب المستشفيات، نتيجة زيادة أعداد المرضى ونقص الإمكانيات المتوافرة بالمستشفيات، الأمر الذى دفع أشخاصاً معدومى الضمير إلى استغلال الظروف الطارئة والتربح من أوجاع وآلام المرضى، وتحولوا إلى سماسرة داخل المستشفيات الحكومية، يعملون على توجيه المرضى إلى مستشفيات ومراكز خاصة بأرقام فلكية مقابل الحصول على عمولة من هذه المستشفيات والمراكز.

أزمة العناية المركزة ليست جديدة ولكنها تتفاقم بمرور الوقت نتيجة تزايد أعداد المرضى وعدم الاعتراف من المسئولين بوجود أزمة، وكان آخرها تصريحات وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار أمام الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى فى أكتوبر الماضى للرد على طلبات إحاطة عن تدنى الخدمة الطبية بالمستشفيات والوحدات الصحية، ونقص بعض الأجهزة والمستلزمات الطبية وأسرة العناية المركزة.

وزير الصحة أكد خلال تلك الجلسة عدم وجود أى عجز فى أسرة العناية المركزة، مشيرا إلى أنه وفقا للمعدلات العالمية لا يوجد نقص فى أسرة العناية المركزة، إلا أن المشكلة فى عدالة التوزيع.

واعترف الوزير فقط بأن هناك إشكالية فى نقص الكوادر العاملة فى العناية المركزة على مستوى الجمهورية، وأن إشكالية وجود سرير عناية مركزة سببه عدم وجود توزيع جيد لها.

مع احترامنا الكامل لتصريحات وزير الصحة إلا أن الواقع يؤكد أن مئات المرضى فى أنحاء المعمورة يحتاجون يومياً إلى أسرة عناية مركزة لإنقاذ حياتهم ويظل أهالى المرضى ساعات طويلة وربما أياماً فى حالة بحث عن سرير عناية ولا يجدونه بسبب النقص الحاد فى هذه الخدمة، وفى النهاية إما أن يقعوا فريسة للمستشفيات والمراكز الخاصة، أو يكون المريض قد توفاه الله وارتاح من عذاب المرض وعذاب البحث عن السرير.

وبحسب أقرب الإحصائيات فإن عدد أسرة العناية المركزة لا يزيد فى مصر كلها عن 7 آلاف سرير فقط، وأن هذا العدد لا يكفى لاستيعاب الحالات المرضية الحرجة، وبالطبع لا نحمل وزير الصحة الحالى هذه الأزمة لأنها متوارثة منذ سنوات، ولكننا نطالبه باتخاذ إجراءات على أرض الواقع لحلها ونشير إلى أنه كانت هناك مطالب برلمانية منذ عامين، وتحديداً فى يناير ٢٠٢٠ بحل أزمة نقص أسرة العناية المركزة، وأن أكثر من مسئول بالوزارة اعترفوا بوجود عجز، ومنهم الدكتور أحمد محيى القاصد، مساعد وزير الصحة الأسبق، والدكتور شريف وديع، مساعد وزير الصحة للطوارئ والرعاية، والذى أشار إلى أن سد العجز يحتاج إلى 6 مليارات جنيه لكى يتم تجهيز الأسرة كاملة وأن يتم اتخاذ خطوات إيجابية لسد هذا العجز.

نجدد اقتراح النائبة إلهام المنشاوى، فى يناير ٢٠٢٠، للخروج من هذه الأزمة وقطع الطريق على سماسرة العناية المركزة بأن يتم التعاقد مع المستشفيات الخاصة لإدخال الحالات المرضية الحرجة للعلاج على نفقة الدولة لتخفيف المعاناة واعتبارها ضمن مبادرة الرئيس السيسى للقضاء على قوائم الانتظار.