رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ما اشبه كرة القدم.. بالكرة الأرضية، أو بالعكس ما اشبه الكرة الأرضية بكرة القدم.. الاثنتان أصبحتا مسرحًا للّعب!

والكرتان مليئتان بالفن والاقتصاد.. والسياسة كذلك، والمحاولات الأولى لإقامة منافسة دولية فى كرة القدم كان صاحبها أشهر تاجر شاى فى العالم، وهو السير توماس جونستون ليبتون (1848–1931) والذى كان يشارك فى مسابقات اليخوت قبل كرة القدم، وبسبب مشاركته فى هذا المسابقات اشتهر الشاى الذى لديه فى الولايات المتحدة الأمريكية، فأقام ليبتون بطولتين بين أربع دول لكرة القدم فى عامى 1909 و1911 تحت اسم كأس السير توماس ليبتون!

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تحول اتجاه كرة القدم من الترويج للشاى إلى الترويج للسياسة، حيث أقيم أول كأس فى العالم لكرة القدم فى عام 1930، لدعم مبادئ السلام الدائمة الحقيقية!

وأعتقد إنه منذ ذلك الوقت صارت كرة القدم فى ملعب السياسة، وأصبحت كل الدول تسعى للحصول على حق تنظيم المونديال لديها، لأهداف سياسية وليست كروية فقط، وفى فترة من الفترات كانت بعض الدول الفقيرة أو النامية مثل مصر والمغرب وجنوب أفريقيا على سبيل المثال، تسعى إلى الحصول على حق تنظيم كأس العالم لأهداف اقتصادية، حيث يساهم المونديال فى رواج اقتصادى داخل البلاد، وكذلك تنطوى موافقة اتحادات كرة القدم على إعطاء حق تنظيم لدولة للمونديال دون أخرى، فهذا يعنى أن هذه الدولة قادرة اقتصاديا ووضعها الاقتصادى والمالى قويان، وهذا يعطى دلالات للمستثمرين والمؤسسات الاقتصادية الكبرى متعددة الجنسيات للاطمئنان للاستثمار فيها.. وهكذا صارت كرة القدم رمزًا لقوة الدولة أو ضعفها!

وما كان سعى دولة قطر وهى من أصغر دول العالم، لتنظيم كأس العالم سوى لتحقيق أهداف سياسية، وهو حق لها بالطبع، مثل أى دولة كبرى سعت وستسعى لذلك.. لأن الحصول على ذلك يكون له دلالات كثيرة.. سياسية مع دول، واقتصادية مع دول أخرى!

وللعلم مصر فى عام 1920 كانت أول دولة غير أوروبية تشارك فى الأوليمبياد الرياضية، وتحولت الأحوال فى مصر مثلما تحولت فى العالم، وأصبحت الرياضة هى كرة القدم، واختلطت المستديرة الساحرة بكل شيء ولعبت هى بالرؤوس قبل أن يلعبوها بالأقدام.. ولم ينجُ الفن منها، ولا أعرف متى اختلط الفن بكرة القدم.. خاصة عند افتتاح أولى مباريات كأس العالم، ربما حدث ذلك مع إقامة منافسات الأوليمبياد، أو ربما حدث ذلك بعد حضور بعض الموسيقيين المشهورين لتشجيع فرق بلادهم!

ومع مرور السنوات صارت حفلات افتتاح واختتام المونديال ودورة الألعاب الأولمبية وغيرهما، من أهم الحفلات الفنية الاستعراضية والغنائية، ويحاول أكبر وأشهر الموسيقيين والمغنين نيل شرف المشاركة فى حفل افتتاح أو ختام أى دورة ألعاب، وخصوصًا بالطبع مونديال كأس العالم لكرة القدم، حيث كل انظار العالم دون استثناء تتجه فى لحظة واحدة لمشاهدة هذا الحفل!

وصار العالم كله يترقب حفلات افتتاح كأس العالم لكرة بكل ما فيها من إبهار واستعراضات وأغانٍ.. وتحول المونديال من منافسة للفوز بالكأس إلى منافسة دولية للفوز بالتنظيم حتى ولو كان فريق الدولة المستضيفة للمونديال أضعف الفرق.. ولكن فى كثير من الأحيان ليس شرطًا أن تكون قويًا أو كبيرًا لكى تفوز.. وليس شرطًا أن تفوز لكى تكسب!

[email protected]