رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن المشوار المغربى والنجاحات المحققة فى بطولة كأس العالم المقامة فى قطر، سيظل تجربة تاريخية ملهمة وكاشفة لواقع عربى راهن الكثيرون على انتهاء حلمه التاريخى بالوحدة والاتحاد، فقد بعث المنتخب المغربى من خلال مشاركته برسالة قوية للجميع، مفادها الرئيسى هو الإيمان بقدراتنا الحقيقية والتى لا تقل إطلاقا عن مثيلاتها، والإيمان بالحلم والإصرار والطموح، وقبلها جميعا التخطيط العلمى الجيد والمنضبط. وكانت تلك هى الدروس الأهم، ولكننا نقف أمام زاوية أخرى لا تقل بل تزيد أهميتها وتتضاعف فى مثل تلك الظروف الدولية العصيبة.

 فالمنتخب المغربى نجح بالفعل والقول فى توحيد الشعوب والجماهير العربية، من أجل دعمهم كأشقاء فى اجتياز التحديات، وصعود سلم الإنجاز، متوحدا خلفهم كمنتخب يمثل العرب، من أجل الوصول إلى انتصار يحسب لهم ككل، ومن ناحية أخرى بعث آمال الجميع من جديد، لإحياء شعور الوحدة العربية، والمصير المشترك، والثقة فى قدراتنا العربية، فالتجربة المغربية، وذلك النموذج الذى شكلته، يدفعنا للمضى قدما من أجل العمل مجددا، لعودة الوحدة العربية الوطنية الحقيقية التى نحتاجها لمواجهة التحديات الحالية والقادمة، ولتعزيز أواصر التعاون المشترك، فمصيرنا مشترك وتربطنا الكثير من الصلات والروابط التى تضمن لتلك العودة تحقيق الكثير من أوجه التكامل والانجازات.

المواطنون والمشجعون العرب من المحيط إلى الخليج، وفى كل بقعة وكل بلدة عربية،  انتفضوا وعلت روح الوحدة والتضامن العربى، بعدما أشعرنا أسود الأطلس بالفخر والاعتزاز به، كمنتخب عربى، يبرز حماسته وتفوقه على كبار منتخبات أوروبا، بما تحلى به من إصرار وعزيمة وجدية من أجل تحقيق الصعاب، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى فرحا بهذا الإنجاز لبلد عربى، وطغت على نقاشاتها أجواء الوحدة والتضامن الحقيقية وليست البروتوكولية.

والمتأمل فى المشهد، يستشف أن ما نراه من مشاعر ومؤازرة  ومساندة حقيقية من القلب لأشقائنا فى المغرب، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأرض مازالت خصبة وممهدة لوحدة عربية حقيقية، والفرحة العارمة التى عمت ربوع الوطن العربى بفوز فريق المغرب المتتالى، مؤشر إيجابى على وحدة قلبية قبل أن تكون وحدة عربية جغرافية ولغوية، ولا شك أن ذلك يحيى بحق فكرة القومية والتكامل العربى الحقيقى.

 كل تلك المشاهد الإيجابية تؤكد أننا كدول عربية قادرون على تحقيق المعجزات سويا، إذا توحدنا فيما بيننا، وأخلصنا العمل بصدق، وأخذنا فى الاعتبار أسباب النجاح والتقدم، التى تقود إلى النصر، وعلى رأسها العلم والتخطيط والثقة فى القدرات والإمكانيات العربية، وما يجمع بين شعوبنا أقوى بكثير مما يفرق بينها، وقطعا يمكن بما لدينا من تلك الروح العربية تجاوز الخلافات السياسية والاختلافات البينية، وكافة الشعوب تؤمن بأن التوحد والتكامل العربى ليس وهما كما يروج البعض، فلقد اجتمعت الشعوب العربية على قلب رجل واحد وهى تتابع المنتخبات العربية الأخرى، متناسية مشكلاتها، لأجل هدف واحد هو المؤازرة لتحقيق النصر.

وختاما..... نتمنى أن نرى هذه الحالة من الوحدة بين شعوبنا وحكوماتنا العربية، وتوحيد مواقفنا إزاء القضايا المحورية، لضمان مستقبل أكثر أمنا وأمانا ورخاء من خلال تحقيق التكامل والتعاون فى مختلف المجالات، لنشكل كتلة لا يستهان بها فى وسط عالما بات مليئا بالتكتلات والصراعات والنزاعات، ومن المفارقات العجيبة أن الظروف السياسية الدولية والإقليمية، وما تستتبعه من تحليلات سياسية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأرض مهيأة تماما والظروف الدولية سانحة تماما الآن أكثر من أى وقت مضى للتحالف والتكتل وإحياء حلمنا العربى لننهض كأمة قوية لا تقل كفاءة ولا قدرات ولا عزيمة عن كافة دول العالم، ويستحق أبطال المغرب أن يكونوا أسود الحلم العربى، وكانوا سببا لنتحقق جميعا أنه بالإمكان لنا كعرب أبدع مما هو كائن الآن.

 

عضو مجلس الشيوخ