رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات 

اشرب قهوتك واعتنق الصمت ولا تأخذ الناس على محمل الجد، لا تأخذ الحياة على عاتقك، ولا تبالغ فى عاطفتك، ولا تُرضِ أحدًا رغمًا عنك.. ويحكى أن هناك جميلة سمراء اسمها القهوة تروى ما بقلبك من أحاسيس وخواطر ترسم حياتك بخطوط أنيقة حتى لو كانت مساراتها فوضوية بطريقة لا يفهمها إلا من يتذوقها معك ولأنه فقط أمانك.. نشوف المرة دى بيقول إيه. «‏مع مرور الوقت هتتفاجئ إن اللى ضاع منك مكنش غالى أوى ولا حاجة وأنت بس اللى بالغت فى تقديره وقتها».. وأسوأ علاقة هى العلاقة اللى لا هى راضية ترجع زى الأول ولا هى راضية تنتهى.. وفى هذه الرحلة الطويلة من الحياة، ستواجه الكثير من الأقنعة والقليل من الوجوه.. ولا تأمن لغادر مهما بدا وفياً لك، فلا بد أن يعود لطبعه السيئ فى وقت ما.. ويجب أن يتقبل الإنسان حقيقة أن بعض الأشخاص لا يلائمون حياته مهما كان يريدهم، وكل ما تخسره فى سبيل سلامك الداخلى هو مكسب عظيم.

وأحيانًا أيضا «سيدة المزاج» عندما تكون برفقة كتاب تعطيك من الدفء ما لا تعطيك إيّاه رفقة البشر، فأبطاله على الأقل لا يكذبون عليك، وعندما تغلق الكتاب لن يغتابوك.. فالبعض تعيش معه عمراً ‏لا تذكر منه لحظةً ‏والبعض تعيش معه لحظةً ‏تظل تذكرها طول العمر ‏لأن الذى يحتلّ القلوب ‏هى المواقف، ‏وليس الزمان، وأن المرأة التى لا تطلب شيئاً عزيزة النفس عفيفة الروح تتنفس عزة تستحق كل شىء لكن لا تجعلها تنتظر طويلاً، هذا ليس بكلامى إنه سر من أسرار فنجان القهوة ارتشفته فوجدت نفسى أحد ساكنيه يروى لى ألف حديث ورواية وقصة حب أيضا منسية مذابة بحبات البن ورائحتها تجذبنى إلى عالم ملىء بالعوالم الخفية. فنجان قهوتى مستودع أسرار حينما تتزاحم فى صدرى أوجاع الحياة تتعاقب فيه الصباحات ليمضى قطار العمر صباحاته تشرق ومساءاته تغرب لتبقى الصباحات ميعاد لقائنا مع فنجان القهوة. 

ملخص آخر رجفة الفنجان تقول أن تستمر الحياة إن تقبلنا وتأقلمنا إن تألمنا وواجهنا فاليأس لا يحرك ساكنا، والظروف لا تجامل إنساناً، ومهما كان الخريف قاسيا تبقى دائماً بعض الأوراق أصيلة لا تسقط وتهجر فروعها. كل طريق معتم بالحمد يشرق وكل قدر متعرج بالاستغفار يستقيم وكل نعمة عظيمة بالحمد تزيد الحمد لله دائما وأبدا. 

الكنز الحقيقى اللى لقيناه فى الرحلة داخل أعماق فنجان قهوة هو أننا فهمنا، فهمنا الناس والحياة.. فهمنا أن العشم فى غير الله مذلة وإن الروح والحنية والأصل الطيب أهم من الشكل فهمنا إن مش كل اللى بيضحك فى وشنا بيحبنا وإن النفوس الخبيثة بتبقى واضحة قدامنا ومكشوفة، فهمنا إن حرام نتعامل مع الناس القاسية أو نضيع وقتنا وعمرنا فى متاهات وألغاز وفك شفرات بشر ليس لديهم نظام لا يناسبك ولا يناسب غيرك.. فصاحب الذوق إحساسه مرهف ووعيه ناضج وشعوره دقيق وضميره حى.. يتعب من لديه ذوق عالٍ فى بيئة ذوقها منخفض فى التصرفات وردود الأفعال بل ويتهم بأنه شخصية حساسة ويتعرض للسخرية لأن عقولهم لم تصل لمستوى عقلية صاحب الذوق الرفيع فهو مع ساخريه عملاق فى أرض يحكمها الأقزام.. وللنبل ثمن، قد يكون مرّاً..‏ فالنبيل يترفع وهو يقدر على الخوض، يصمت وهو يملك أدوات الكلام..‏ يُخفى حزنه لأنه يحمل سمات العزة والكرامة، وعندما يرى ما يسوؤه، لا يكثر العتاب، إنما يبتعد بهدوووء.. فليس دائما الطيور على أشكالها تقع، فالحياة أوقعتنا على غير أشكالنا.. وأجبرتنا على الكثير من الوجوه التى لا تشبهنا أبدا.. لكنها البساطة وهى جزء من السعادة الداخلية، جزء من التواضع.. وحب الناس إليك، فكلنا راحلون لأنها الأقدار ومنحة الله لنا على الأرض المؤقتة.. حتى مشاعر البشر أصبحت ترحل سريعا قبل تساقط جثث الموتى التى امتلأت بها أسماعنا، حتى أصبحنا نستقبلها بكل برووود تنتهى بفنجان قهوتنا السادة.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

 وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]