رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عندما تسابق المصريون فى جمع التوكيلات لإضفاء الصفة القانونية على تفويض سعد زغلول وعلى شعراوى وعبدالعزيز فهمى فى مقابلة المعتمد البريطانى للمطالبة بحق الأمة فى الاستفلال لدى مؤتمر الصلح بباريس، توجه ثلاثة من الأقباط لمقابلة «سعد باشا» وهم ويصا واصف عضو الحزب الوطنى، وتوفيق أندراوس من أعيان الأقصر، وفخرى عبدالنور من أعيان جرجا، ورحب «سعد باشا» بأبنائه من الأقباط، وقال توفيق أندراوس فى حماس: «إن الوطنية ليست حكرًا على المسلمين وحدهم، إن المسلمين والأقباط يعملون بتفكير واحد ورأى واحد فيما يحقق الحصول على الاستقلال»، وتقرر فى المقابلة ترشيح «واصف غالى» الذى كان فى باريس، وأرسل له «ويصا واصف» برقية عطلت سلطات الاحتلال وصولها. وكان قد تقرر ضم «سينوت حنا وجورج خياط» فحلفا اليمين مع «حمد الباسل» فى جلسة واحدة فى ديسمبر 1918. وسأل جورج خياط، «سعد باشا» ما هو مركز الأقباط، وما هو مصيرهم بعد انضمام ممثليهم للوفد؟ قال «سعد»: ليطمئن الأقباط، فلهم ما لنا من حقوق، وعليهم ما علينا من الواجبات على قدم المساواة. وتوالى دخول الأقباط فى «الوفد المصرى» ووصل عددهم فى يناير 1924 «تسعة» من «سبعة وعشرين» والمقصود هنا بـ«الوفد المصرى» هو القيادة العليا وليس مجرد العضوية التى اندفع إليها المصريون بالآلاف. عرفوا السجون والاعتقال والنفى فى المحاريق وطبرق ومالطة وسيشل وتحديد الإقامة.

وعرف سبعة من أعضاء الوفد الحكم بالإعدام أصدرته المحكمة العسكرية الإنجليزية فى 14 أغسطس 1922، وهم السبعة هم: حمد الباشل، وجورج خياط، ومراد الشريعى، ومرقص حنا، وواصف غالى، وعلوى الجزار، وويصا واصف.

وعندما قامت ثورة 1919 بهر المصريون العالم كله.. مصر تثور على بريطانيا العظمى، الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، واندمج الأقباط فى الثورة إلى جانب المسلمين، وظهر دور القمص سرجيوس والشيخ مصطفى القاياتى تأكيدًا لشعار المواطنة، ولهذا لم يكن غريبًا أن نجد القمص سرجيوس فى الأزهر خطيبًا للثورة، والشيخ القاياتى فى الكنيسة خطيبًا للثورة. واستشاطت السلطات البريطانية غضبًا من هذا الوضع الذى أفشل سياستها التقليدية «فرق تسد»، وحرمتها من استخدام مبدأ «حماية الأقليات» وقامت السلطات البريطانية باعتقال القمص سرجيوس والشيخ القاياتى ونفيهما إلى رفح، وسجنهما فى معسكر للجيش الإنجليزى فى سابقة اهتزت لها مصر بأكملها، لكن استمرت الثورة، ونجحت، وتم إعلان قيام المملكة المصرية، وصدور دستور 1923، ووصل سعد زغلول إلى الحكم، ووصل قبطى ويصا واصف إلى منصب رئيس مجلس النواب فى حكومة مصطفى النحاس، وأصبح مكرم عبيد الرجل الثانى فى حزب الوفد بعد مصطفى النحاس.

ولخص سعد زغلول زعيم الأمة العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى دستور 1923 فقال: إن الجميع يتمتع بحقوق واحدة وواجبات واحدة، وإن جميع المصريين أمام القانون سواء، وإن التقدم والترقى لا يناله إلا أقدر الرجال الذين يستحقون عن جدارة واستحقاق دون تمييز بين أحد وآخر. ووردت المواطنة فى دستور 2014 فى مادته الأولى بأن مصر نظامها جمهورى ديمقراطى، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون.

وقال رئيس الوفد الدكتور عبدالسند يمامة عن المواطنة فى أحد اجتماعات الصالون الثقافى لحزب الوفد الذى تناول المواطنة.. الماضى والحاضر والمستقبل مبدأ قانونى ومصدر للحقوق والالتزامات نص عليها الدستور فى مادته الأولى، وقال: نحن نعتز ونفتخر بمواطنتنا ومصريتنا، بالمواطنة يكون حب الوطن، وأضاف الدكتور عبدالسند: أن المواطنة كانت شعار ثورة 1919، تحت راية «عاش الهلال مع الصليب» وهى تعنى أن كل من يعيش على أرض الوطن يتمتع بنفس الحقوق وعليه نفس الواجبات.

وأوضح «يمامة» أن المواطنة تجاوزت المفاهيم الدولية، وأصبحت المواطنة العالمية وما لها من شواهد كثيرة من حقوق وحريات فى المجتمع الدولى، وأصبح للفرد صفة تستند للمواطنة دون أى تدخل سياسى فى سيادة الدول.

كما وردت المواطنة فى المادة 53 من الدستور بأن المواطنين لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون.

فقد كان الوفد فى عهد زعمائه التاريخيين يخدم المواطنة وسيستمر فى عهد قيادته الحالية ممثلة فى الدكتور عبدالسند يمامة، يحمل لواء المواطنة بما يشير له التاريخ تحت راية «الدين لله والوطن للجميع».