رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

كنت أنوى تخصيص المقال لتوجيه الشكر لوزارة التضامن الاجتماعى على ردود أفعال إيجابية حول حملتين من حملات مقالاتى التى نشرتها تحت عنوان «يستحقون الحرمان منهم» والتى خصصتها حول مشكلات ذوى القدرات الخاصة، وحملة «لينا ربنا يا بيه»، وهى حملات كان لها رد فعل أعتز به لدى القراء أيضاً، ولكن استنفرنى مقال زميلى مصطفى عبيد الذى أعتز به وأختلف معه فكريًا فى عدة أمور.

وأبدأ ردى على مقالته بقول الله سبحانه وتعالى عن رسوله الكريم «وَمَا یَنطِقُ عَنِ ًالهَوىَ إن هُوَ إِلَّا وَحی یُوحَى عَلَّمَهُ شَدِیدُ ًالُقوى ذُو مِرَّة فَاستَوَى وَهُوَ بِالأُفُقِ ًالَأعَلى»، أى كل ما نطق به الرسول ليس عن اجتهاد شخصى يخطئ ويصيب، بل عن وحى من الله الخالق العالم بأمور عباده، بدءًا من القرآن الكريم الذى ادعى الكفار أنه قول ساحر، وصولًا إلى السنن وتوجيهاته للمسلمين لصالح دينهم ودنياهم.

وللأسف يتعمد البعض الخلط المتعمد بين خزعبلات وأساطير تم تناقلها عبر التاريخ وردت فى كتب مدعين، أو كانت سقطات من مفكرين إسلاميين، وبين ما ورد عن النبى «ص» بثبوت اتفاق كبار الرواة للأحاديث النبوية أو ورد فى القرآن، ليلبسوا الحق بالباطل عن قصد فى أنفسهم أو عن جهل، لتشويه التوجيهات النبوية والإلهية وصرف الناس عنها، بخلطها بأمور ترفضها الفطرة الإنسانية السليمة للتنفير منها بمجملها مثل ما نسب للرسول من شرب بول الجمال للشفاء، وهو أمر مرفوض بالفطرة ومشكوك فى نسبه الصحيح للرسول.

وعندما يقول الزميل لا يوجد ما يسمى بطب نبوى وإن الرسول لم يأت ليكون طبيباً، فهو يجزم بالعموم، نعم لم يخصص الرسول كطبيب، لكن رسالته التى جاءت للعالمين حتى قيام الساعة، تشمل بجانب الدين والشرع جل أمور الحياة بما فيها الصحة والسلامة والأمن الإنسانى، وليس بالضرورة أن يفرد لرسالته بابًا عن الطب، ولكن لا ينفى هذا قطعيًا وجود توجيهات طبية أوصى بها، وهناك قاعدة فلسفية وعلمية «ما لا يؤخذ كله لا يترك جله».

ومعروف أن الطب لا يشمل العلاج فقط، بل الوقاية، أليس الرسول من قال (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فراراً منه)، ومن قال (لا توردوا الممرض على المصح)، ولم يكن معروفًا فى عهد الجاهلية الحجر الصحى وفصل المريض عن الأصحاء، وقوله «ص» «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا من السَّام، سئل: وما السام؟ قال: الموت»، وهى حبة البركة، والتى أثبت العلم الحديث احتواءها على مواد تخفف الربو واحتقان الأنف والحكة والعطس والسعال، ومضادة لارتفاع ضغط الدم، تعزز الجهاز المناعى، وتحد من خطر الإصابة بالفيروسات والعدوى، وبها مضادات للأكسدة تحد من خطر الإصابة بسرطانات الثدى، المثانة، عنق الرحم، البروستاتا، الكلى، وتخفف من مشكلات الجهاز الهضمى من التهابات وقرح، وتعالج الصداع النصفى بل ثبت أنها تساعد على زيادة تدفق حليب الأم، وتخفيف آلام الدورة الشهرية، أليس هذا طباً ينسب للرسول قبل دراسات القرن العشرين والواحد وعشرين.

ألم يقل رسول الله «ص» عن ماء زمزم: (إنها مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سِقم)، وقال أيضاً (ماء زمزم لما شُرِب له) ولن أحكى لك زميلى العزيز عما قد تعتبره أساطير الأولين من حالات شفاء من أمراض وأسقام وعلل لأناس شربوا من ماء زمزم فى مكانها على مر أزمنة بعد هذا التوجيه النبوى الشريف الذى يدخل فى باب الطب، وما أثبته العلم الحديث من خصائص فريدة لماء زمزم فى مكانها تختلف عن أى مياه عادية.

أليس الرسول «ص» من قال «بيت لا تمر فيه جياع أهله»، ويقصد بالجوع عدم وجود الغذاء البدنى الصحى، وهو ما أثبته العلم الحديث من فوائد عظيمة للتمر...وللحديث بقية

[email protected]