رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

إلى أسابيع قليلة مضت، لم يكن أحد يسمع عن منطقة خيرسون الأوكرانية إلا سكانها أنفسهم، وربما بعض سكان المناطق المجاورة بالكاد، ولكنها صارت حديث العالم، وأصبحت أشهر من نار على عَلَم، وتحولت إلى حكاية على كل لسان!

فمنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا فى الرابع والعشرين من فبراير، كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يقول إن خيرسون منطقة روسية لا أوكرانية، وكان يقول إن سكانها فى غالبيتهم روس، أو إنهم على الأقل يرجعون إلى أصول روسية!

وهو لم يشأ أن يكتفى بالكلام عنها، ولا عن أصولها الروسية فى نظره، ولكنه راح يحول الكلام من جانبه إلى فعل، فأجرى استفتاءً فيها وفى مناطق ثلاث أخرى غيرها، وجاءت نتيجة الاستفتاء تقول إن أبناء المناطق الأربع يرغبون فى الانضمام إلى روسيا!

وقد صدر قرار بوتين بضمها بالفعل، وكان ذلك بعد أن ظهر الرئيس الروسى مع الحكام الأربعة للمناطق فى صورة جماعية!.. ولكن أحدًا فى العالم لم يعترف طبعًا بالضم، اللهم إلا البرلمان الروسى الشهير بالدوما، الذى سارع يوافق على قرار الضم، ويعترف به، ويمرره!

ومضت أسابيع على القرار ليستيقظ العالم قبل أيام على قرار تتخذه موسكو بسحب القوات الروسية من خيرسون.. ومن بعدها دخلتها القوات الأوكرانية، ومعها دخل الأوكرانيون يحتفلون بعودة المدينة، ويقولون إنها كانت أوكرانية وستظل!

ولا يزال المتابعون حول العالم ينظرون إلى ما حدث فى دهشة بالغة، ولا يزال كثيرون ممن يتابعون الشأن الروسى الأوكرانى من أول يوم فى الحرب، لا يفهمون ماذا بالضبط جرى، ولا يعرفون ماذا على وجه التحديد دفع بوتين إلى اتخاذ قرار الانسحاب بهذه السهولة؟!.. صحيح أن حكومته لا تزال تتحدث عن أن خيرسون روسية كما قال الاستفتاء، ولكن الكلام فى هذا الأمر شىء، بينما الفعل على الأرض بعد تنفيذ قرار الانسحاب شىء آخر.. فالأوكرانيون يخططون الآن لإعادة تعمير خيرسون بعد أن عادت إليهم، ويتصرفون فيها تصرف المستقر الذى لن يغادر!

ولا أحد يصدق أن يفرط بوتين فى المنطقة بهذه السرعة.. وقد يكون فى الأمر فخ روسى طبعاً.. ولكن إلى أن يتبين ذلك فعلاً، فإن القوات الأوكرانية تبدو منتصرة على الجيش الروسى، ويبدو الروس وكأنهم يبحثون عن باب للخروج من الورطة الأوكرانية، ومن الواجب أن يفتح الغرب أمامهم هذا الباب!