عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

اليوم تحل الذكرى 104 لعيد الجهاد الوطنى، وهو عيد كانت تحتفل مصر به منذ عام 1922، منذ أن نالت استقلالها إلى عام 1952، ويقترن هذا العيد باسم الزعيم سعد زغلول، وكان الشعب المصرى يتوجه فى هذا اليوم بكل طوائفه إلى ضريح سعد، حيث يخطب فيه الزعماء ويضعون الزهور ترحماً عليه.

وكما كان يوم الأربعاء 13 نوفمبر 1918، وهو ذكرى عيد الجهاد يوماً تغير فيه وجه التاريخ المصرى بحصول مصر على استقلالها عام 1922، فإن حزب الوفد الذى تأسس عام 1918، برئاسة الزعيم سعد زغلول، استمر فى إحياء هذه المناسبة فى عهد رؤسائه السابقين، كما يحييها الوفد فى هذا العام فى عهد رئيسه الحالى الدكتور عبدالسند يمامة، فهذه المناسبة الوطنية الخالصة، هى رسالة واضحة وصريحة وصادقة، بأن عيد الجهاز الوطنى ما زال ثابتاً قوياً فى قلوب ونفوس المصريين جميعاً، ويمثل للمصريين أسمى وأغلى معانى التضحية والفداء والدفاع عن تراب الوطن وكرامته وحرية المواطن.

بعد انتهاء الحرب العالمية يوم 11 نوفمبر 1918، بانتصار الحلفاء بقيادة بريطانيا على دول المحور بقيادة ألمانيا، كان المصريون ينتظرون نهاية الحرب حتى تنتهى معاناتهم من حرب لم يكونوا طرفاً فيها، لكن سقط فى المعارك التى عرف فيها العالم ويلات لم يعرفها من قبل شهداء من المصريين وصادرت سلطة الاحتلال دوابهم ومحاصيلهم لصالح المجهود الحربى، وتحملت الخزانة المصرية 3٫5 مليون جنيه دعماً لبريطانيا العظمى فى حربها، وكان المصريون ينتظرون على أمل أن ينتهى الاحتلال البريطانى لمصر مع نهاية الحرب العالمية الأولى مثل انتهى الحكم العثمانى مع بدايتها. كانت آمال المصريين تستند إلى ما قدموه من دعم لبريطانيا أثناء الحرب، كما كانت تستند إلى الوعود البريطانية، فقد جاء فى رسالة الحكومة البريطانية إلى السلطان حسين كامل عند تنصيبه مكان الخديو عباس حلمى الثانى: «قد أصبح من الضرورى الآن وضع شكل للحكومة التى ستحكم البلاد بعد تحريرها كما تضمنت وعداً بالنظر فى نظام الامتيازات الأجنبية بعد انتهاء الحرب، ومع اقتراب نهاية الحرب بدأ التفكير جديا فى نظام جديد لإدارة البلاد، وقد وضع بالفعل «السير وليم برونيت» المستشار المالى البريطانى مشروعات لقانون نظامى لمصر لكن النخبة السياسية المصرية رفضته تماماً لأنه وضع مصر فى مرتبة المستعمرات وحرمها من مجلس تشريعى منتخب وكان أول من تصدى للمشروع حسين باشا رشدى، رئيس الحكومة.

وفى عام 1917، أعلن الرئيس الأمريكى «ويلسون» المبادئ الأربعة عشر التى تضمنت حق تقرير المصير للشعوب، وقد أحيت هذه المبادئ الآمال فى نفوس المصريين، فقد تصوروا أن الدول المنتصرة سوف تلتزم بهذه المبادئ وتعمل بها بعد نهاية الحرب ورغم إعلان الأحكام العرفية وفرض الرقابة على الصحافة وتعطيل الجمعية التشريعية أثناء سنوات الحرب الأربع إلا أن الروح الوطنية كانت تنمو ببطء فى تربة هيأتها سنوات النضال الوطنى والديمقراطى منذ مطلع القرن، فقد كانت السنوات الأولى من القرن العشرين سنوات للبعث الوطنى ولتمهيد التربة من أجل المطالبة بالاستقلال والدستور، ومع نهاية الحرب حدث ما لم يكن فى الحسبان وما لم تكن تتوقعه سلطات الاحتلال التى تصورت واهمة أن الهدوء الذى خيم على البلاد أثناء الحرب مكان خنوع من المصريين وقبول للاحتلال، فقبل أن تنتهى الحرب اتفق سعد باشا زغلول، الوكيل المنتخب للجمعية التشريعية وزعيم المعارضة بها وزميلاه فى الجمعية عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى على أن يطلبوا من دار الحماية تحديد موعد لهم لمقابلة «السير ريجنالد وينجت»، المندوب السامى البريطانى للتحدث إليه فى طلب الترخيص لهم بالسفر إلى لندن لعرض مطالب البلاد على الحكومة الإنجليزية ومثل أن تعلن الهدنة بساعات تقدم سعد ورفيقاه يوم الاثنين 11 نوفمبر بطلبهم إلى دار الحماية فاستجابت دار الحماية لطلبهم وحددت لهم موعداً يوم الأربعاء 13 نوفمبر 1918، وقابلوا المندوب السامى ودار بينهم حوار طويل، حيث طالب سعد زغلول بإلغاء الأحكام العرفية وإنهاء مراقبة الصحف والمطبوعات.

وقال سعد باشا: المصريون لهم الحق فى القلق على مستقبلهم، وعندما رد عليه «وينجت» مطالباً إياه والمصريين بعدم التعجل والنظر للعواقب البعيدة، علق «سعد» على مقولة «وينجت» بأنها عبارة مبهمة غير مفهومة، وعندما قال «وينجت» فى استنكاره: «إذن فأنتم تريدون الاستقلال، فرد سعد باشا: ونحن أهل له».