رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

كان على العراق أن ينتظر سنة كاملة حتى تتشكل حكومته الجديدة، التى اجتمعت أول هذا الأسبوع برئاسة محمد شياع السودانى!

فانتخابات البرلمان جرت فى أكتوبر من السنة الماضية، ولكن الأحزاب والقوى السياسية التى شاركت فى الانتخابات ظلت عاجزة طوال السنة عن تشكيل حكومة جديدة، وكان العراق كلما قطع خطوة فى اتجاه التشكيل عاد خطوتين إلى نقطة الصفر، وكانت النتيجة بقاءه واقفًا فى مكانه على مدى ١٢ شهرا!

ولم يكن العجز على مدى السنة عن تشكيل الحكومة وفقط، ولكن العجز كان كذلك عن اختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس برهم صالح الذى كانت ولايته قد انتهت!

وبقدرة قادر جرى اختيار رئيس الحكومة أول الأسبوع، ثم رئيس الدولة من بعده وفى صباح واحد.. فأصبح السودانى على رأس الحكومة، وصار عبداللطيف رشيد رئيسا للبلاد.. وحين جرى ذلك فى لحظة ودون مقدمات تقريباً، فإن كثيرين راحوا يضربون يدا فى يد ويتساءلون فى حيرة، عن ذلك الشيء الذى وقف فى طريق هذا الاختيار طوال السنة، ثم اختفى فجأة ليجرى الاختيار فى لحظات؟!

وأيا كانت طبيعة ذلك الشيء الخفى، وسواء كان وراءه طرف إقليمى أو دولى، فإن الأهم أن التوافق قد تم، والاختيار قد استكمل إجراءاته، والحكومة صارت حقيقة ماثلة أمامنا، والرئيس رشيد دخل القصر الرئاسى وبدأ فى ممارسة مهمته الرسمية التى يحددها الدستور!

والأهم هو ما قاله السودانى خلال أول اجتماع لحكومته، التى تسلمت السلطة من حكومة مصطفى الكاظمى السابقة!.. لقد قال الرجل كلاما كثيرا، ولكنى توقفت عند حديثه إلى وزراء حكومته عن أنهم لابد أن يكونوا أهلا للثقة التى منحها إياهم العراقيون، وأن يقدموا أفضل الخدمات للمواطنين، وأن يدركوا أن الولاء الأول هو للعراق فى كل الأوقات!

والحقيقة أن الجزء الأخير من حديث الرجل هو أساس كل شيء، لأنه لا شيء أرهق العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، قدر ما أرهقه أن قوى سياسية فيه لم تكن تجد حرجا فى أن تقول، إن ولاءها السياسى إلى إيران، ولم تكن للأسف تخفى ذلك ولكنها كانت تعلنه!

وما كاد العراقيون يفرحون بخروج الحكومة إلى النور، حتى فوجئوا بأن خلافا كرديا - كرديا قد نشب حول وزارة البيئة بعد أن فصلها شياع عن الصحة.. وإلى أن ينتهى هذا الخلاف، ومن بعده، ومن قبله، فإن ما قاله رئيس الحكومة عن الولاء للعراق، أولا وعاشرا، سيظل هو الحل الساحر لكل أزمة عراقية!.. فالولاء للأوطان لا يجوز أن يتقدمه ولاء آخر!