رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

خططت جماعة الإخوان لحكم مصر 500 سنة، واجهت المصريين بحلمها قائلة: يا نحكمكم يا نقتلكم، وضعت الجماعة خلال فترة لا تتعدى 368 يومًا من 30 يونيو 2012 إلى 3 يوليو 2013 يدها على ملفات تخدم بها القوى الخارجية التى تعمل لحسابها، فقد كانت جماعة تعمل لتحقيق مصالح قوى طامعة فى مصر كموقع ومكانة سياسية واستراتيجية وثروات اقتصادية.

كانت سنة حكم الإخوان طويلة، وكبيسة، ومليئة بالأحداث المهددة للوطن، سعت الجماعة وحلفاؤها لفرض هوياتهم على الشعب المصرى والتمكين من كل مفاصل الدولة، ولن تمحو الأيام والسنون الجرائم التى ارتكبتها فى حق المصريين، وستبقى محفورة فى الذاكرة.. لن ينسى المصريون من أساء إليهم، وهدد وروع أبناءهم، وحاول أن يعبث بهويتهم فى هذا العام الأسود الذى وصل فيه محمد مرسى إلى السلطة.

فى عهد الرئيس المعزول ارتكب الإخوان جرائم ضد العدالة، وحاولوا فرض الهوية الإخوانية على مصر عن طريق تعيين الآلاف من أتباعهم فى الجهاز الإدارى للدولة، أطلقت الجماعة أول شرارات الإرهاب من أمام قصر الاتحادية لمواجهة المتظاهرين الذى خرجوا ضد الإعلان الدستورى وسمح مرسى لجماعته باستخدام السلاح لقتل المعترضين لينصب نفسه فوق جميع السلطات من خلال تحصين قراراته من الطعن عليها أمام القضاء فى انحراف غير مقبول بالسلطة، ومنح نفسه سلطات لم يحصل عليها أعتى الطغاة فى أعتى النظم الديكتاتورية.

وكانت الأطماع الإخوانية فى أخونة القضاء جزءا من هذا الإعلان الدستورى الذى نص على تعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية.

أدى حكم الإخوان إلى اختلال علاقات مصر مع العالم الخارجى، فبدلا ما كانت قائمة على أساس من الندية والتوازن والاحترام المتبادل، ارتمى الإخوان فى أحضان بعض الدول الخارجية، وكان «مرسى» يخاطب المصريين من قنواتها ووكالاتها الأخبارية.

أغمد «مرسى» خنجرًا فى صدر احتفالات أكتوبر التى يقيمها المصريون كل عام يوم السادس من أكتوبر فى ذكرى النصر العظيم، وكان مشهدًا صادمًا للمصريين عندما فوجئوا بشيوخ الإرهاب المتورطين فى قتل الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام يجلسون فى الصفوف الأمامية خلال الاحتفال الذى تم فى عهد حكم الجماعة وعلى رأسهم عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية وطارق وعبود الزمر، هذا المنظر الذى تابعه المصريون من خلال الشاشات، والذى يصور بجاحة قتلة السادات الذين كانوا يجلسون فى مكانه يوضح أن الإخوان كانوا يحاولون تأويل تاريخ مصر على هواهم فى تجاهل تام للحقائق، وأصبحوا خطرًا ليس على مستقبل مصر ولكن على تاريخها أيضًا.

وضعت «الإخوان» العديد من الخطط لهدم مصر وتفتيتها وإعادة ترسيم الحدود، حيث أعدت ميليشيات مسلحة تمت زراعتها فى سيناء لنشر الإرهاب، وهدم مؤسسات الدولة ضمن مخطط واسع لإسقاط الدولة وتحويل الشعب إلى احتراب أهلى.

هذه الجماعة سعت عكس مسار الأشياء، بغض النظر عن وضعها وجرائمها، فهى كيان صغير يستحيل أن يكون فوق الدولة، وكان السير الطبيعى أن تذوب وتصبح جزءًا من الدولة بعد ثورة 25 يناير إذا كان قادتها يريدون طى صفحة الماضى وبدء صفحة جديدة، لكنهم سعوا لابتلاع الجماعة الدولة المصرية، وهذا مستحيل الحدوث، فجرى ما جرى من تفكيكها وإنهاء وجودها لتبقى الدولة.. مرت سنة حكم الجماعة كقبض الريح فى عمر مصر الطويل الممتد آلاف السنين، فلم يكن أحد ممن شاركوا أو حتى عارضوا ثورة يناير يتخيل أن تقع مصر تحت حكم تنظيم إرهابى، لا يعترف أصلا بمفهوم الوطن وليس له انتماء إلا للجماعة والأفكار القائمة على تدمير الأوطان من أجل بناء دولة الخلافة المزعومة.

وقد ساهمت الصدمات المتلاحقة التى تعرض لها المصريون خلال هذه السنة بدءا من صدمة وصول الجماعة الإرهابية لسدة الحكم وانتهاء بجرائمهم الدموية فى حق الشعب والدولة فى أن ثار الشعب ضد نظامهم الفاشل فى إدارة شئون الدولة، والذى تسبب فى خسائر اقتصادية ضخمة مازلنا ندفع ثمنها حتى الآن، وفتح سيناء مرتعا للتنظيمات الإرهابية، وتهديد الهوية المصرية، ومعاداتهم للأزهر بصفته المنبر الأهم للمسلمين حول العالم، والذى يتبنى نهجا مخالفا لأفكارهم المتطرفة وأوهام الخلافة التى يسعون لها، وممارسة العبث التشريعى فى واحد من أعرق برلمانات العالم، حيث جعلت من أشخاص يجنى الجهل ذقونهم الطويلة مشرعين لا يخجلون من رفض الوقوف تحية لعلم مصر، بينما لا يترددون فى تلاوة الأذان داخل قاعة البرلمان أثناء عقد الجلسات فى مشهد منفر ومؤذٍ.

ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 أنقذت مصر من السقوط، وقضت على حلم الإخوان فى حكم الشعب أو قتله، كما قضت على الأطماع الخارجية التى كانت تستعد للانقضاض على «أم الدنيا» لتقسيمها، حمى الله مصر، وحمى أمنها واستقرارها وشعبها، كما يستطيع الشعب المصرى تبديد أى أحلام جديدة للجماعة الإرهابية ويحولها إلى كوابيس لأنه كشف هذه الجماعة، ووعى لمخططاتها التى تحاول من ورائها شقاء الوطن وتعاسة الشعب. ولكن لن يسمح الشعب لجماعة بأن تحكم وطناً.