عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

يستقبل «بيت الأمة» اليوم، الأسرة الوفدية من جميع المحافظات لانتخاب الهيئة العليا أعلى سلطة فى الحزب وأعضاء السكرتارية الوفدية، لقد عودنا الوفد على تصدير صورة ديمقراطية فى مصر والعالم تليق بهذا الحزب العريق الذى تتحول فيه الانتخابات الداخلية إلى عرس وعيد للوفديين، كما حدث فى انتخابات رئيس الوفد السابقة التى جرت فى 11 مارس الماضى بانتخاب الدكتور عبدالسند يمامة رئيساً للوفد والذى يقف اليوم على مسافة واحدة من جميع المرشحين وثقته فى قدرة أعضاء الهيئة الوفدية على اختيار أفضل العناصر التى تمثلها فى الهيئة العليا الجديدة لاستكمال مسيرة الوفد.

تدشن انتخابات الهيئة العليا عهدا جديداً فى حزب بيت الأمة بدون اقصاء لأحد، وقبول الآخر، واستلهام طريق وخطى زعماء الوفد التاريخيين فى نبذهم الدائم للخلافات، والعمل من أجل الكيان ورفعته. الجميع ينظر اليوم الى الوفد وهو يمارس دورا ديمقراطيا فى تناغم بعيداً عن الحساسيات، وينتظر منه اسهاما يليق بالتاريخ الوطنى للحزب الذى رسمه الزعماء سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين فى دعم الدولة المصرية وتحقيق طموح المواطن المصرى.

 

حزب الوفد من أعرق الأحزاب المصرية يحمل جزءاً كبيراً من تاريخ الحركة الوطنية، حيث لعب الوفديون دوراً كبيرا مهما فى المشهد السياسى المصرى طوال القرن العشرين وعلى مدار المائة عام الأخيرة. كما يعد الوفد الحزب السياسى الحقيقى فى تاريخ مصر الحديث حيث تمكن من التمدد والتشعب بلجانه فى طول البلاد وعرضها بحضرها وريفها، ولم يكن تأسيسه بقرار «فوقى سلطوي» أو نخبوى منعزل عن الشعب، وانما جاء استجابة لرغبة شعبية ووطنية جارفة، كما انه كان «جبهة وطنية» ضمت شتى القوى السياسية والاجتماعية التى شاركت فى ثورة 1919، وعكست تشكيل الأمة المصرية بأسرها، فقد ضم في صفوفه المسلمين والأقباط وكبار الملاك والباشوات الى جانب العمال والفلاحين.

إن ثورة 1919 التى قادها زعيم الوفد سعد زغلول اسست للدولة المصرية الحديثة، وزرعت الوحدة الوطنية فى نفوس المصريين، وهى واحدة من أبرز الثورات فى تاريخ مصر الحديث.. قدمت نموذجا رائعاً للتلاحم الشعبى الذى جمع المصريين على اختلاف عقائدهم وطبقاتهم وفئاتهم وأجيالهم وكانت مثالا بديعا وملهما لكل دول العالم التى ترزح تحت نير الاستعمار ومثالا يحتذى للثورة الشعبية التى رفعت راية التحرر الوطنى فى وجه الاحتلال الأجنبى مطالبة بتحقيق الاستقلال التام.

سيظل الوفد يدعم مسيرة الوطن لتحقيق البناء السياسى والاقتصادى ومواجهة التحديات، وينحاز للديمقراطية لأنها الملاذ الذى لابديل عنه.

يستطيع الوفديون اذا وضعوا أيديهم فى يد رئيس الحزب الدكتور عبدالسند يمامة الذى يتمسك بولائه الحزبى والوطنى، بناء حزب قوى ينافس بقوة على الساحة السياسية المصرية له استراتيجية قوية تعتمد بالدرجة الأولى على ثوابت بيت الأمة العريق التى رسخ لها زعماء الوفد الأوائل، وتفعيلا للمادة الخامسة من الدستور التى تقضى بأن النظام السياسى قائم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات.

لاشك أن الوفد مر بفترات صعود وهبوط ولكنه حافظ على بقائه بفضل أبنائه وسيبقى هو عمود الخيمة المصرى لأى بناء ديمقراطى سليم، كما كان منذ انطلاقه عام 1918 جزءا من البناء السياسى فى مصر.

وستظل قضايا الأمة والانتصار للمواطن فى كل قضايا الحزب هى الأساس الرئيسى الذى يتبناه انطلاقا من دوره فى المعارضة الوطنية. القائمة على الالتزام والمسئولية والاستناد إلى القانون والدستور، بما يحافظ على الدولة الوطنية، وحقوق المواطن.

الوفديون ناخبين، ومرشحين عليهم مسئولية كبيرة اليوم فى الحفاظ على صورة الوفد العريق، وقادرون على تحويل الانتخابات الى يوم تاريخى من أيام الوفد يليق بقيمة بيت الأمة وهم يختارون هيئتهم العليا المسئولة عن رسم السياسة العامة للحزب ومؤسساته على الناخبين أن يحكموا ضمائرهم لاختيار المرشحين الأكفاء الذين يتمتعون بالنزاهة والقادرين على الحافظ على صورة الوفد واسمه ودوره كقاطرة للديمقراطية فى مصر.