رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تصنف الدول هذه الأيام صنفين: صنف معها بشكل مباشر، وآخر ضدها بشكل مباشر أيضاً، ولا منطقة أخرى فى الوسط !

أما أقرب مثال على ذلك فهو ما صدر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، عن أن ادارة الرئيس جو بايدن غاضبة على الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وأن هذا الغضب سوف يتجلى خلال الفترة المقبلة فى تعامل واشنطن مع السلطة الفلسطينية فى رام الله!

فما السبب يا ترى؟!.. السبب أن عباس التقى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على هامش القمة التى انعقدت ١٣ من هذا الشهر فى العاصمة الكازاخية آستانة.. ومن التفاصيل المنشورة عن اللقاء، وعن رد الفعل الأمريكى، نفهم أن لقاء عباس مع بوتين ليس وحده سبب الغضب، وأن حديث الرئيس الفلسطينى مع الرئيس الروسى عن أن الفلسطينيين لا ينتظرون شيئًا من الأمريكان، ولا يثقون فيهم لأنهم منحازون إلى تل أبيب، إنما هو سبب آخر وربما أقوى للغضب!

وهكذا.. فالغضب على عباس مضروب فى اثنين ومضاعف.. فهو مرة بسبب اللقاء مع بوتين فى أجواء الحرب الروسية على أوكرانيا، ومرة بسبب حديثه عن انحياز الإدارة إلى الاسرائيليين، وعدم رغبتها فى تقديم شيء لحل الصراع بين الطرفين!

ولكن الغالب أن سبب الغضب الأصلى هو اللقاء الذى جرى فى آستانة، لأن الانحياز الأمريكى إلى اسرائيل ليس سراً، وليس جديداً، ولأن الأمريكيين لا يخفون هذا الانحياز، ولأن أى مراجعة للزيارة التى قام بها بايدن فى يوليو الماضية للمنطقة، ستكشف عن أن الانحياز خلالها كان واضحًا ولم يكن فى حاجة إلى شيء يدل عليه!

مسألة الانحياز هذه لا تهم ادارة بايدن، وليست هى التى تجعلها تتوعد عباس، وإنما اللقاء مع بوتين مع احتدام الحرب فى أوكرانيا هو السبب فى الأساس!

فليس سرًا أن الحرب فى أوكرانيا ليست بينها فى الحقيقة وبين روسيا، ولكنها فى حقيقة الأمر بين موسكو من جانب، وبين واشنطن وعواصم الغرب كلها فى جانب آخر، وإلا، فهل كان من المتصور أن يصمد الأوكرانيون إلى هذا الحد، بل وأن يستردوا بعض أرضهم من الروس، وأن يطاردوا جنودهم، وأن يقتلوا منهم الكثير؟!.. هل كان من المتصور أن تنجح أوكرانيا فى هذا وحدها مع الروس وبجهدها الخاص؟!

لو شاءت واشنطون لكشفت عن السبب الحقيقى للغضب على عباس، ولو شاء متحدث مجلس أمنها القومى لتكلم فى أصل الموضوع وليس فى فرع من الفروع!