رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع  أحمد عادل كمال الذى انضم إلى التشكيل الخاص لجماعة الإخوان الارهابية وهو يتحدث عن إجراء الكشف الطبى بصورة سرية وكيفية أداء البيعة الواجبة على إخوان النظام الخاص، وأردف قائلا حدد لنا أحمد حجازى موعدا لقيناه فيه بمسجد قيسون بالحلمية الجديدة فى صلاة العشاء، وبعد الصلاة انصرف أحمد ونحن نتبعه عن كثب فى خطوات سريعة، وظل يسير فى الطرقات الملتوية بالحلمية والصليبة حتى طرق بابا ضخما من الخشب لمنزل كبير قديم قرضت قوائمه فهو أشبه بالطبلية على الأرض، وكانت الغرفة مضاءة إضاءة قوية، وتركنا بها أحمد وقام إلى غرفة مجاورة ثم عاد ومعه عبد الرحمن السندي فعرفنا به على أنه رقم (١) فى هذا التنظيم وبعد أن حدثنا عن النظام وأهدافه استوثق من استعدادنا، فاستدعانى عبد الرحمن وحدى فقمت معه، وإذ بدأت أخطو إلى الغرفة المجاورة وقد أمسك بيدى فوجئت بها فى ظلام دامس وقد فاح فى أرجائها روائح البخور والعطور الشرقية ثم أجلسنى على الأرض.

جاء صوت الرجل الجالس فى الظلام لا أتبين منه شيئا، يذكرنى بمبادئ الدعوة التى جندنا أنفسنا لنصرتها وإلى أن الجهاد من أركانها وهو سبيلها، وإلى أنى بأداء هذه البيعة أضع نفسى تحت تصرف القيادة سامعا مطيعا لأوامرها فى العسر واليسر والنشط والمكره معاهدا على الكتمان وعلى بذل الدم والمال، وقد ذكر ثقة القيادة فينا ومع ذلك أشار إلى أى خيانة أو إفشاء سر سوف يؤدى إلى إخلاء سبيل الجماعة ممن يخونها، وبايعت على ذلك وقد مددت يدى فوضعتها على مصحف ومسدس وقد وضع يده فوق يدى ولئن لم نر شخص الرجل فلقد كان واضحا من صوته أنه الأستاذ صالح عشماوى، ثم قام عبد الرحمن وأخذ بيدى فى الظلام الذى مازلت لا أتبين خلاله شيئا فخطونا نحو باب الغرفة إلى الغرفة الأولى شديدة الاستضاءة، فجلست بها لا أكاد أرى شيئا من شدة الضوء لفترة فى حين أخذ عبد الرحمن أخانا عبد المجيد فأدى بيعة مماثلة ثم عاد به وأخذ طاهر فبايع أيضا ثم عاد.

فى تلك الليلة أيضا أعطانا أحمد أرقامنا السرية التى كان علينا أن نتعامل بها بدلا من أسمائنا فكان رقمى ١٦ ورقم عبد المجيد ١٧ ورقم طاهر ١٨، وانصرفنا إلى بيوتنا وسعادتنا لا تعدلها فى الدنيا سعادة، فالجهاز الخاص عزيزى القارئ هو أكثر المناطق ضبابية فى تاريخ الجماعة، سواء فى ما ارتبط به من نشأة وأهداف، أو عضوية وعقيدة ونشاط وأفعال، فكل هذه الأشياء تقع غالبًا فى المساحة المظلمة التى يتجنب تنظيم الإخوان على مدار تاريخه السابق الاقتراب منها، إلا لماماً، هذا الصمت، حسب وجهة نظرى، قد يكون نتيجة لطبيعة النظام الذى تغطيه السرية، فهو «النظام السرى» أو «التنظيم السرى»، وكان معظم أعضائه غير معروفين لرجال «النظام العام» داخل جماعة الإخوان نفسها، كما أن الصمت جاء التزامًا من أعضاء النظام الخاص أنفسهم بقسم الانضمام، أو البيعة، فالسرية جزء من عقيدة النظام وعقيدة أعضائه. وما زاد من مساحة الصمت ربما ارتباط هذا النظام بعدة جرائم كشفت منهج الجماعة، مثل قتل القاضى أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف، واغتيال أحمد ماهر باشا ومحمود فهمى النقراشى باشا، رئيسى وزراء مصر، وغيرهما من المسؤولين، إضافة للقيام بعدد من التفجيرات والعمليات المسلحة التى راح ضحيتها كثير من المصريين.

 سعى (حسن البنا) مؤسس الجماعة الارهابية، من خلال التنظيم الخاص لإنشاء «جيش بديل» عن الجيش المصرى، هو «جيش المسلمين»، طبقًا لما أكده جمال البنا، وكذلك محمود الصباغ أحد قيادات هذا الجيش فى أربعينات القرن العشرين،وقد ذكر حسن البنا فى إحدى رسائله الموجهة للتنظيم الخاص، وهى رسالة «المنهج» التى رسم فيها مراحل العمل وتكوين الكتائب ونموها، أن العدد المستهدف لهذا الجيش فى مرحلته هذه هو اثنا عشر ألفاً، مضيفًا «ولن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة»،وللحديث بقية

[email protected]