رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

 

 

لا بد من دعم ومؤازرة من ينادون بتنشيط آليات الخيال السياسى المنتج للمزيد من الرؤى الإبداعية، والمؤسس لمناهج فكرية جديدة فى مواجهة أزمات التراجع فى البحث العلمى والتعليم والأمية وزيادة النسل والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى صعيد السياسية الخارجية، فالخيال أيضًا قد يتيح لنا رؤية تدفع بمصالحنا بشكل أكبر وأعمق مما هى عليه بدلًا من مجرد السعى للاستمرار العبثى أو التمترس التقليدى عند العمل  بالأنماط السائدة، فالربيع العربى جاء كبركان طائش غيَّر ملامح المنطقة، ومازلنا نتعامل مع تبعاته  بذات الرؤى والمناهج الفكرية العتيقة التى باتت غير مجدية لإحداث تغييرات..

عندما تنطلق أمة وتغير من واقعها وتخرج من عزلتها وتبسط سيادتها وتذهب إلى التحضر والتثقف، تتسع أذهان أبنائها ويترامى خيالهم ويتصورون من الحقائق والمعانى والممكنات ما لم يكونوا يتصورون حدوثه، ويحلق أهل الإبداع فى أجواء الخيال وآماد الماضى والمستقبل، مبتعدين عن دواعى الحاضر الجاذبة ومجالاته الضيقة، ولا يبلغ المبدع والفنان أوج رقيه حتى يرتقى الخيال فيه أروع ارتقاء، وحتى يشغل أكثر جوانبه..

هذا ما يؤكد عليه فكر الفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، الذى حدثنا عن أهمية الخيال والمخيلة فى بناء المعرفة، ولا شك فى أن هناك حاجة كبيرة للاهتمام بتنمية القدرة على الخيال وإطلاق ملكة المخيلة لدى الناس..

لذلك، ينبغى توجيه المواطن إلى إعمال وتفعيل طاقة الخيال الإيجابية، واختراع رؤى للأحلام، والذهاب بها إلى دنيا الواقع والتطبيق، وتطبيقها عمليًّا وتنفيذها على أرض الواقع، وهو ما يساهم فى فتح آفاق الغد المرتقب أمام الفرد، وتعزيز ثقته بنَفْسه ومُجتمعه، وتجنيبه المرض بعلل الإحباط واليأس..

نعم، فعِندما يَغرق المجتمعُ الإنسانى فى الخطابات الحنجورية، يفتقد مواطنيه التحقق المعرفى، ويغيب عنهم الخيال الاجتماعى، الذى يقوم على التفكير النقدى العلمى للأحداث السياسية، والتحاور مع أصحاب الأنماط الفكرية التى تتحكَّم بالسلوك الفردى والجماعى، والتى تمكنهم فى النهاية من المساهمة فى طرح رؤى إبداعية جديدة..

هذا الأمر تؤكده مقولة ألبرت أينشتاين: «الخيال أهم من المعرفة، فالمعرفة محدودة حول ما نعيه ونفهمه، بينما الخيال يشمل العالم وكل ما سيكون هناك لنعيه ونفهمه مستقبلًا «، وهو ما طرحه الكاتب العربى « سعود كابلى « إلى الذهاب إلى فكرة أن ما عُرف بالربيع العربى طرح هذا التساؤل من خلال الصدمة التى أحدثها، فسياسيًا يمكن القول إن الربيع هو نتاج قصور كبير فى المخيلة السياسية العربية، وهو القصور الذى دفعنا -وما نزال - ندفع تبعاته..

عجْز العقلية العربية عن تنمية الخيال السياسي ( Political Imagination ) لديها، هو ما جعلها ضعيفة أمام تحديات واقعها، وعن فهم واقعها نفسه، فلم تتمكن من توليد رؤى استشرافية للمستقبل تواجه بها هذه التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء، هذا الجمود فى الخيال السياسى العربى جعل السياسات قاصرة لا ترى سوى موطئ قدمها، وفى أغلب الأحيان متأخرة فى المنافسة مع الأمم الأخرى..

لا شك فى أن العائق الأهم أمام الخيال السياسى هو تفكير البعض وإعمال العقل فى الاتجاه السلبى بتضييق حدود إعمال الخيال السياسى فى مواجهة الأزمات والتحديات التى تتوالى على منطقتنا العربية، فضلًا عن الأزمات التى يعانيها العالم، ومنطقتنا فى القلب منه..