كلام فى الهوا
يحكى أن طفلاً قابل الخليفة هارون الرشيد الذى أعطاه ديناراً، فرفض الطفل أخذ الدينار من السلطان، فسأله لماذا ترفض أخذ الدينار، فقال الطفل له إننى سوف أعطيه لأمى، ولن تصدق أننى قابلت الخليفة، فأعطانى ديناراً واحداً فقط، فهم الخليفة ما يقصده هذا الطفل الخبيث، وأعطاه كيس نقود، وينسب سلوك الطفل إلى كل «الهليبة» المحتالين الذين يعيشون فى زماننا هذه الأيام، فالمحتال دائماً يخبرك بقصة تستطيع أن تصدقها، يقول لك حقائق صحيحة فى أمر ما، وحين تبحث عنها تجدها صحيحة، فالمحتال ليس أذكى منك، ولكنه استطاع أن يشل فكرك، لأنه ماكر كما فعل هذا الطفل مع هارون الرشيد، ما أكثر هؤلاء الذين يطلبون أموالنا بغرض استثمارها، لا خير لنا فيها، ولكنه الطمع الذى يدفعنا لتسليمهم تحويشة العمر، هذا سر انتشار ظاهرة المستريح، هذا المستريح لا يستولى على أموالنا فقط لكن يبيع الوهم.. وهؤلاء يبيعون نصف الحقيقة.
لم نقصد أحداً!!