رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما حدَّدت منظمة الأمم المتحدة، أيامًا وأسابيع وسنوات بعينها، لتكون مناسبات للاحتفال وتسليط الضوء على مواضيع تهم البشرية، كان الهدف الأسمى هو لفت انتباه العالم إليها.

وبما أن لكل يومٍ من تلك الأيام، حكاية تُروى.. فإن بعضها يكون مثيرًا للاهتمام، وكثير منها يمر مرور الكرام، سواء أكان لغرابته، أو أنه أحيانًا يعد مثيرًا للشفقة.. أو حتى السخرية!

في السابع عشر من أكتوبر كل عام، يحتفي العالم باليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي يرجع تاريخ الاحتفال به للعام 1987، حين اجتمع أكثر من مائة ألف شخص، في ساحة تروكاديرو بباريس، تكريمًا لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع.. حتى تم اعتماده رسميًا في يناير 1992.

ذلك الاحتفاء، لا يختلف كثيرًا عن غيره من الأيام العالمية «المهمة» التي تُذَكِّر العالم البائس بيوم «الأراضي الرطبة» و«سمك التونة» و«فن الطبخ المستدام» و«القضاء على ناسور الولادة» و«المرحاض».. وغيرها!

مجرد احتفال شكلي، وشعارات برَّاقة ليس لها وجود على أرض الواقع.. فقط كلمات جوفاء تتغنى بحقوق الإنسان الأساسية، فيما تشير عقارب «ساعة الفقر العالمي» إلى وجود مئات ملايين الفقراء حول العالم!!

تصريحات دولية للاستهلاك العالمي، في وقت تتزايد فيه نسبة الفقر المدقع، المرتبط بانتهاك الكرامة الإنسانية، رغم أننا نعيش عصرًا غير مسبوق في التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي، وتنوع الثروات والموارد المالية.

ما يشهده العالم الآن، وصمة عارٍ أخلاقية على جبين الإنسانية، حيث تشير معظم الإحصائيات الدولية إلى تزايد نسبة الفقر والجوع، والتي بدورها انعكست على معدلات التضخم والبطالة وانتشار الأوبئة والأمراض!

وبما أنه لا توجد وَصْفة سحرية أو مثالية جاهزة للخروج من دائرة الفاقة والعَوَز، لكن بعض السياسيين والخبراء الاقتصاديين، يرون أن أفضل طريقة «سهلة» و«بسيطة» للقضاء على الفقر هي التخلص من الفقراء!

نظريةٌ مفادها أنه يجب تقليص الفقر، من خلال «تعقيم وإخصاء» الفقراء، وبالتالي منع ولادة الأطفال ذوي المواهب الطبيعية الناقصة، لأنهم ـ بحسب رؤيتهم ـ سيعيشون في أسر محرومة، ويفشلون في تطوير ذواتهم ومهاراتهم!

وهناك نظرية أخرى، تدعم هذا الرأي، تسمى «حكم الجدارة»، ومفادها أن الفقراء لا يمتلكون جدارة أن يصبحوا أغنياء، بل يستحقون الفقر بجدارة، في مقابل نظريات اقتصادية ترى أن مثل هذا الفكر يُحمّل مسؤولية الفقر للفقراء أنفسهم، بينما الواقع كما يقول «جون ستيورات»: «الأغنياء يقمعون ويستغلون الفقراء».

أخيرًا.. ثمة نظريات أخرى تُحَمِّل الأنظمة والحكومات المسؤولية عن تزايد معدلات الفقر والجوع، وبعضها يُحَمِّلها للأغنياء وحدهم، أو تضع اللَّوْم على الجغرافيا والظروف الخاصة.. أو المجتمع!

فصل الخطاب:

يقول الاقتصادي الفرنسي روبير تيرجو: «إذا لم نُحارب الفقر والجهل فسنضطر يومًا لمحاربة الفقراء والجهلة»!

[email protected]