رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

 

قديمًا كانت الحروب والأزمات الاقتصادية الكبرى تنتج نوعًا من أثرياء الصدفة أو أثرياء استغلال ظروف الحرب أو الأزمة وكان يطلق على هؤلاء مصطلح الأغنياء الجدد أو أثرياء الحرب.

لكن يبدو أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح العالم هذه الأيام سوف تنتج نوعًا جديدًا من البشر الذين ينحدرون سريعًا إلى دوامة الفقر بعد أن كانوا مستورين أو حتى يتمتعوا بحياة كريمة.. هؤلاء ببساطة هم الفقراء الجدد وتستطيع أن ترصدهم بسهولة لأن معظمهم يغادر موقعة فى الطبقة الوسطى ليلحق بموكب الفقراء الجدد الذى يزداد حجمه كل يوم هم هؤلاء المهنيون الذين يعيشون الآن بين شقى الرحى وتحت وطأة ضغوط اقتصادية غير محتملة وتزداد سوءًا كل صباح.. هم الذين باتوا مضطرين لاستكمال تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات الخاصة ولم يعد فى استطاعتهم تدبير رسوم هذه المدارس والجامعات.. هم الذين يمتلكون سيارات خاصة وعضوية نوادى محترمة لكنهم باتوا غير قادرين على نفقات استخدام هذه السيارات أو ارتياد هذه النوادى كما اعتادوا طيلة حياتهم.. هم الذين يسكنون في شقق جيدة فى أحياء راقية تاريخيًا لكنهم أصبحوا يعانون من فواتير الكهرباء والمياه والغاز.

باختصار هم الذين كانوا يشكلون ضمانة استقرار هذا المجتمع ورمانة ميزانة لكنهم الآن يقفون فى منتصف الطريق غير قادرين على تحديد أى اتجاه يسيرون فيه.

هم المهندسون والأطباء والمحامين وأساتذة الجامعات والصحفيون وصغار التجار وموظفو الشريحة العليا بالجهاز الحكومى.. هؤلاء جميعًا هم الذين ينطبق عليهم مصطلح الفقراء الجدد.

هؤلاء هم الذين يشعرون بإحباط نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية لأنهم ببساطة لا يزالون في نظر الحكومة وتصنيفاتها أغنياء.

لذلك من المهم أن تنتبه الحكومة لهؤلاء الفقراء الجدد، حيث لم يعودوا أغنياء كما تظن، ولم تعد قاعدة بيانات المرور أو قوائم عضوية النوادى الكبرى مؤشرًا على حالة مادية جيدة.

على الحكومة أن تمد يدها وتساند هذه الفئات فإذا كانت الأزمة تطال الجميع فلا أقل من أن تشمل برامج الحماية الاجتماعية الحالية جانبًا من هؤلاء.

 

[email protected]