رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 حل محله أنور السادات رئيساً للجمهورية، بعد استفتاء الشعب يوم 15 أكتوبر من نفس العام، قال السادات للشعب فى أول خطاب له أمام مجلس الأمة: «أعدكم بأننى سأكون للجميع.. للذين قالوا نعم والذين قالوا لا، إن الوطن للجميع، والمسئول فيه مؤتمن على الكل بغير استثناء، لقد شرفنى أن يقول أكثر من ستة ملايين رأيهم بـ«نعم».. واعتبرت ذلك حسن ظن مسبق أعتز به، وأرجو الله أن يمنحنى القدرة على أن أكون أهلاً له وجديراً به، ولقد شرفنى فى ذلك الوقت أن يقول أكثر من سبعمائة ألف رأيهم بـ«لا»، ولم أعتبر ذلك رفضاً وإنما أعتبره حكماً مؤجلاً.. وأرجو الله أن يمنحنى القدرة على أن أصل بالأمانة إلى حيث يجب أن تصل الأمانة.. وأن يجىء الحكم المؤجل بقبول حسن، ورضا من الناس والله فى نهاية المطاف ضد كل قوى الظلم والعدوان».

بعد أن أصبح السادات رئيساً لمصر، اتخذ عدة قرارات للتخفيف عن المواطنين، كان من بينها تخفيض ثمن بعض السلع ذات الاستهلاك المرتفع، ثم توجه بعد ذلك بالاهتمام بوسائل النقل والمواصلات، وبعد شهرين من توليه الحكم أصدر قراراً بتصفية الحراسات واستقبل القرار بحماس شديد، كما اتخذ خطوات نالت استحسان وإعجاب المثقفين، وهى رفع الرقابة عن الكتب الواردة من الخارج.

وفى بداية حكمه أيضاً، كان الظلام يخيم ليلاً على أغلب قرى وادى النيل، وبعد مرار نحو 10 سنوات على حكم السادات، كانت الأنوار الكثيرة المنتشرة فى الريف تدل على مدى التقدم الذى تحققه فى هذا المجال، وسيظل مشروع إدخال الكهرباء إلى القرى المصرية الذى تم بمساعدة فنية من الاتحاد السوفيتى أحد الإنجازات الكبرى التى تضاف لرصيد السادات.

اشتهر السادات بجرأته وحنكته ودهائه السياسى، وهو ما ظهر بوضوح فى قضائه على خصومه السياسيين فيما عرف بثورة التصحيح، وعمل السادات على التحضير لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من قبضة إسرائيل إثر النكسة فى حرب 1967، حيث تمكن بإرادته من هزيمتها بعد ثلاث سنوات منذ بداية حكمه فى حرب أكتوبر 1973.

حصل السادات عام 1978 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، إثر توقيع معاهدة السلام فى كامب ديفيد، وهو ما تسبب فى ردود فعل معارضة داخل مصر وبعض الدول العربية، وما أدى إلى اغتياله فى يوم 6 أكتوبر 1981 أثناء عرض عسكرى احتفالاً بانتصارات أكتوبر.

وقرر الكونجرس الأمريكى عام 2018 منح السادات ميدالية الكونجرس الذهبية بمئوية ولادته، اعترافاً بإنجازاته وإسهاماته من أجل السلام فى الشرق الأوسط، واعتمد هذا القرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

فى ثلاث كلمات عبَّر الرئيس الأمريكى رونالد ريجان عن رأيه فى السادات قال: «رجل صنع التاريخ»، وأكد أنه رجل يحظى برصيد هائل من الذكاء والحنكة السياسية جعله يحوز احترام وتقدير الأمة العربية والعالم بأثره على اختلاف الأزمنة والعصور.

وأصدر المؤرخ الإسرائيلى شمعون ميندز كتاباً بعنوان: «جهاد السادات» موضحاً أن عظمة الرئيس السادات تكمن فى أنه لم يهرب من حقيقة هزيمة الجيش المصرى فى حرب يونيه 1967، بينما هرب قادة الجيش الإسرائيلى وزعماء إسرائيل من شدة الفشل الإسرائيلى الذى كان بارزاً قبل الحرب وخلالها.

وذكر المؤرخ الإسرائيلى فى تقرير له بصحيفة «معاريف»: حرب أكتوبر هى حرب رجل واحد هو الرئيس المصرى محمد أنور السادات.

خطاب السادات تحت قبة مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر 1973 بعد حرب أكتوبر هو أشهر الخطابات التى لا يزال يتذكرها المصريون والتاريخ، قال للنواب: حاولت أن أفى بما عاهدت الله وما عاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات بالضبط من هذا اليوم، إن قضية تحرير التراب الوطنى والقومى هى التكليف الأول الذى حملته ولاء لشعبنا وللأمة، عاهدت الله وعاهدتكم على ألا أدخر جهداً ولن أتردد فى التضحية مهما كلفنى ذلك فى سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على دفع إرادتها على مستوى أمانيها.

وعلى أن تثبت للعالم أن نكسة 67 كانت استثناء فى تاريخنا وليست قاعدة، ولست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه.

لقد حاربنا من أجل السلام.. حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وصف السلام وهو السلام القائم على العدل.