رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

بعد ثلاثة أيام تحل الذكرى التاسعة والأربعون على اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التى استرد بها المواطن المصرى بهاء كرامته الشاحبة، فرمم كبرياءه الوطنية الجريجة، واستعاد عزته ببلده وعظمته. ترى... هل تعاملت السينما بما يليق مع هذا النصر المدوى؟

فى البداية علينا الإقرار بأن العنف جزء أصيل فى سلوك جميع الكائنات الحية: حشرات وزواحف وطيور وحيوانات وبشر، فالعنف ابن شرعى للرغبة الجارفة فى البقاء، وأهم شروط البقاء هو الطعام والتناسل، لذا تندلع المعارك، المميتة، أحياناً، بين الكائنات الحية كافة من أجل الحصول على الطعام وحول الحق فى التزاوج، الأمر نفسه ينعكس على المجتمعات البشرية فى صراع الدول، خاصة المتجاورة، من جهة، وبين أبناء الشعب الواحد من جهة أخرى!

أما السينما المصرية، فكان لها مع الحروب التى خاضتها مصر فى القرن العشرين دفاعاً عن أرضها وحقوقها وقناعاتها أكثر من وقفة، فأول هذه الحروب كانت حرب فلسطين 1948، وقد وجدت صداها على الشاشة فى نوفمبر من العام نفسه حين عرض فيلم (فتاة من فلسطين) إخراج وبطولة محمود ذوالفقار ومعه المطربة سعاد محمد، ثم قدم المخرج كمال الشيخ فيلماً عن الصراع بين مصر وإسرائيل اسمه (أرض السلام) عرض فى مارس 1957، لفاتن حمامة وعمر الشريف. ولما جاء العدوان الثلاثى على مصر فى 1956، انبرت السينما لتقدم عدة أفلام عن هذا العدوان أهمها (سجين أبوزعبل) عرض فى يونيه 1957، للمخرج نيازى مصطفى، وبطولة محسن سرحان وزهرة العلا ومحمود المليجى، و(بورسعيد) للمخرج عزالدين ذوالفقار وبطولة فريد شوقى وهدى سلطان، وقد عرض فى 8 يوليو من العام نفسه. ثم قدم بركات فيلم (الباب المفتوح) فى 6 أكتوبر 1963، وهو بطولة فاتن حمامة ومحمود مرسى وصالح سليم وحسن يوسف.

لم يكن لهزيمة يونيه 1967 حضور منفصل على الشاشة عن انتصار أكتوبر 1973، فبعض الأفلام التى تناولت النصر مرت سريعاً على مرارات الهزيمة، مثل (الرصاصة لا تزال فى جيبى) لحسام الدين مصطفى، وقد عرض فى 6 أكتوبر 1974، هذا غير أفلام (بدور) لنادر جلال، و(الوفاء العظيم) لحلمى رفلة، والأفلام الثلاثة الأخيرة كلها بطولة محمود ياسين، كما يجب ألا ننسى أفلام (أغنية على الممر) لعلى عبدالخالق، و(أبناء الصمت) لمحمد راضى، و(حتى آخر العمر) لأشرف فهمى.

اللافت هنا هو حجم العلاقة الوثيقة بين السينما والتوجهات السياسية لنظام الحكم، فعلى سبيل المثال، عندما عقد السادات اتفاقاً مع إسرائيل وحافظ عليه بعد ذلك مبارك، توقفت السينما أو كادت عن إنتاج أفلام تمجد الانتصار عليها فى أكتوبر، رغم أن هوليوود والسينما الأوروبية عموماً لم تتوقف عن إنتاج أفلام تدين ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية!

باختصار... السينما أفضل مرآة لحال المجتمع ونظامه السياسى، وكل نصر وأنت طيب.