رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

لا يوجد شىء يدل على قلة حيلة الأمم المتحدة، ولا على عجز ما يسمى بالمجتمع الدولى، إلا ناقلة البترول الموجودة فى البحر الأحمر، والتى تحمل اسم: صافر !

فالناقلة موجودة فى مكانها فى البحر بالقرب من الشواطئ اليمنية منذ سنوات، وبالتحديد منذ أن دخلت جماعة الحوثى العاصمة صنعاء، ثم راحت تنازع الحكومة الشرعية السلطة فيها!

والمشكلة ليست فى الناقلة فى حد ذاتها، ولا فى أنها تستقر فى هذا المكان بالذات منذ فترة طويلة دون أن تتحرك، ولكن المشكلة هى فى أنها تهالكت، وفى أنها رغم تهالكها تحمل مليون برميل من النفط.. ثم المشكلة الأكبر هى فى أن هذه الكمية مرشحة لأن تتسرب فى أى لحظة فى عرض البحر، إذا ما انفجرت صافر بحكم تهالكها فى موضعها، وبحكم أنها لا تغادر المكان منذ أن رست فيه!!

ولا بد أن القضية ما دامت بهذه الخطورة، فإنها لا تخص الحكومة اليمنية وحدها، ولكن تخص كل دول البحر الأحمر التى تطل عليه، وفى المقدمة منها مصر والسعودية !

ورغم مرور سنوات على ركن الناقلة بالقرب من الشاطئ، ورغم ما سوف تسببه من كوارث بيئية واقتصادية إذا ما تسرب نفطها فى البحر، إلا أن الأمم المتحدة بكل هيلمانها لم تستطع فعل شىء، والأخطر من ذلك أن الأمم المتحدة لما حاولت فعل شىء لصيانة الناقلة منعها الحوثى!

وفى أول هذا الأسبوع كان معين عبد الملك، رئيس الحكومة اليمنية، قد دعا إلى اجتماع مع وزيرة التعاون الدولى الهولندية، ومنسق الشئون الانسانية فى الأمم المتحدة، وكان الموضوع الوحيد المطروح على طاولة الاجتماع هو موضوع صافر!

وهذا يدل على أن الموضوع يمثل هاجسًا دولياً، بمثل ما يمثل هاجسًا يمنياً، وأن المجتمع الدولى فى حاجة إلى أن يثبت أنه حقيقة فاعلة، وليس اسمًا على غير مسمى!

وإذا شئنا الدقة قلنا إن دول البحر الأحمر الأعضاء فى تجمع يضم الدول المتشاطئة على البحر، يجب ألا تقف صامتة فى مواجهة هذا الخطر البيئى والاقتصادى، وإن عليها أن تبادر بشىء يوقف العبث الحوثى عند حدوده.. إن أقل ما توصف به ممارسات الحوثى فى موضوع الناقلة خصوصاً، وفى أرض اليمن عموماً، أنها ممارسات غير مسئولة بالمرة، كما أنها تهدد الأمن وحركة التجارة فى البحر الأحمر على امتداده!