رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

الأزمة الاقتصادية العالمية التى طبقت على أنفاس الدول والشعوب وجعلت كل واحد يشعر أن روحه فى مناخيره كما تقول عند الغضب، ليست الأزمة الأولى، ولكن واجه العالم حالة كساد كبيرة كانت الأطول والأعمق والأكثر انتشاراً فى القرن العشرين. بدأت الأزمة الأولى مع انهيار سوق الأسهم الأمريكية فى 29 أكتوبر عام 1929، والمسمى بـ«الثلاثاء الأسود». بين عامى 29- 32. انخفض الناتج المحلى الإجمالى بنحو 15٪ بالمقارنة، انخفض الناتج المحلى الإجمالى العالمى 1٪ عام 2008 حتى 2009.

وبدأت الاقتصاديات العالمية فى الانتعاش بحلول منتصف الثلاثينيات. ومع ذلك استمرت الآثار السلبية للكساد الكبير فى العديد من البلدان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

كان تأثير الكساد مدمرا على كل الدول تقريبا الفقيرة منها والغنية.. انخفض متوسط دخل الفرد، وعائدات الضرائب، والأسعار والأرباح، وانخفضت التجارة الدولية بأكثر من 25٪، ارتفعت نسبة البطالة فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى 23٪، وارتفعت فى البلدان الأخرى لتصل إلى 33٪، وتضررت المدن فى جميع أنحاء العالم بشدة لاسيما تلك التى تعتمد على الصناعات الثقيلة. كما توقفت أعمال البناء فى العديد من البلدان. وعانت المجتمعات الزراعية والمناطق الريفية من انخفاض أسعار المحاصيل بنحو 6٪.

كان انكماش الاقتصاد الأمريكى هو العامل الأساسى فى انكماش اقتصاديات الدول الأخرى، وفى محاولة محمومة للتخفيف من آثار الأزمة طبقت بعض الدول سياسات وقائية، فبدأت الحكومة الأمريكية عام 1930 فى فرض تعريفات جمركية حمائية على أكثر من 20 ألف صنف مستورد، وردت بعض الدول بفرض تعريفات انتقامية مما زاد من تفاقم الانهيار بمعدل ثابت إلى أن وصل إلى القاع بحلول عام 1933 ودفع التراجع الاقتصادى التجارة العالمية إلى فقد ثلث مستواها مقارنة بأربع سنوات سابقة.

قدم الاقتصاديان الأمريكيان ميلتونفريد مان وأناجيه شوارتز أسبابا للكساد الكبير، قالا: إنه ناتج عن الأزمة المصرفية التى تسببت فى اختفاء ثلث البنوك، وانخفاض ثروة المساهمين فى البنوك، بخلاف الانكماش النقدى بنسبة 35٪ وهو ما أطلق عليه الانكماش العظيم. تسبب هذا فى انخفاض الأسعار بنسبة 33٪ من خلال عدم خفض أسعار الفائدة، وعدم زيادة القاعدة التعددية، وعدم ضخ سيولة فى النظام المصرفى لمنعه من الانهيار.

كان دور المرأة خلال الأزمة الاقتصادية أو فى فترة الكساد الكبير فى الأساس هو ربة منزل، بدون تدفق ثابت لدخل الأسرة، أصبح عملها فى التعامل مع الطعام والملابس والرعاية الطبية أكثر صعوبة. انخفضت نسبة الولادة فى كل مكان، حيث تم تأجيل انجاب الأطفال حتى تتمكن العائلات من اعالتهم ماليا، فانخض متوسط معدل المواليد فى 14 دولة رئيسية بنسبة 2٪، وتحدى نصف النساء الكاثوليك مع الروم الكاثوليك فى كندا تعاليم الكنيسة واستخدمن وسائل منع الحمل لتأجيل الولادات.

وظل النمو السكانى فى فرنسا بطيئاً للغاية بالمقارنة مع ألمانيا ومثل مشكلة خطيرة فى الثلاثينيات، تضمنت دعم برنامج الرعاية الاجتماعية المتزايدة خلال فترة الكساد والتركيز على المرأة فى الأسرة، وقام المجلس الأعلى للولادة بفرنسا بحملة من أجل الأحكام التى تم سنها فى قانون الأسرة عام 1939 والتى زادت من مساعدة الدولة للأسر التى لديها أطفال، وطالب أرباب العمل بحماية وظائف الآباء حتى ولو كانوا مهاجرين وشقت النساء فى المناطق الريفية والبلدان الصغيرة عملها فى حدائق الخضراوات لتشمل أكبر قدر ممكن من إنتاج الغذاء، وقامت النساء الريفيات بصنع الفساتين من أكياس العلف لتوفير الكساد لهن ولأسرهن.

انتهى الكساد الكبير بقدوم الحرب العالمية الثانية حسب الرأى السائد بين المؤرخين الاقتصاديين، فقد ترتب الاتفاق الحكومى على الحرب فى تسريع التعافى من الكساد لان هذا الاتفاق ساعد على الحد من البطالة، كما ساعدت سياسات إعادة التسليح التى بدأت بعد الحرب العالمية الثانية فى تحفيز اقتصاديات أوروبا.

تحاول دول العالم حاليا البحث عن خطط للتعاون مع الأزمة الاقتصادية الحالية ومنها مصر فقد كلفت مجموعة اقتصادية متخصصة من الوزراء لوضع خطة التعافى والخروج من آثار هذه الأزمة عبر حزمة من الإجراءات المحفزة للاستثمارات الأجنبية والمحلية ونجحت حتى الآن الإجراءات الحمائية الاجتماعية فى تخفيف حدة الأزمة إلى أن تزول بالتدريج.