رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

لحظات قاسية تَمُرُّ عليك وأنت بمفردك، ليستبد بك الخوف، مع تقلبات الحياة، دون أن تجد فيها ما يَسُرُّ خاطرك، فَتَتَيقَّن أن السعادة نسبِيَّة، وأن لكل شيء «ضريبة».. وما العزلة والوحدة إلا أقساها!

ربما تكون «الوِحْدة» أو «العُزلة» تجربة شخصية وقاسية جدًا للبعض.. أو حتى الكثيرين، لكن الجميع قد ينالهم نصيب منها، بشكل أو بآخر، وإن كان لكلٍّ زاويته المختلفة، وحكايته التي عايَشَها في مرحلةٍ ما، من عمره.

في كثيرٍ من الأحايين تُروى قصص عن «الوِحْدة» أو «العُزْلة» وآثارهما النفسية والصحية والاجتماعية المدمرة.. وبالطبع لا نتحدث عن «المكان»، الذي قد يكون سببًا رئيسًا للشعور بالوحدة، رغم وجودكَ محاطًا بمن حولك!

يقينًا، الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لكن لا أحد يهيم عِشْقًا بـ«العُزْلة» أو «الوِحْدة»، اللتين تخلقان إنسانًا محطمًا وهَشًّا، يسحبه تيَّارهما الجارف إلى منعطفٍ آخر من السلبية، قد تُسَمِّم حياته، وتقتله ببطء.

لعل الاكتئاب والانطواء ومشتقاتهما، مرتبطة بالوِحْدة والعُزْلة، حيث يكون الإنسان وحيدًا في حَشْدٍ من الناس، أو منعزِلًا عن أبنائه وأسرته، أو في عمله.. فالأمر ليس مجرد كم مَن حولك، ولكن ما نوعية علاقاتك بهم؟

نتصور أن هناك نوعين من الوِحْدة، يُعْرَفان بالعُزْلة الاجتماعية، ويفتقران إلى دعم الروابط الوثيقة من أقرب المقربين، أو التمتع باتصال اجتماعى «صحي»، بعيدًا عن الدعم العاطفي الحقيقي.. والمتوَقَّع.

عندما ننظر لذواتنا، يبدو أننا أصبحنا «ظاهريًا» أكثر تواصلًا من أيِّ وقتٍ مضى، مع الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي، لكننا «فعليًا» ربما نكون أكثر وِحْدَةً وعُزْلَةً، رغم أننا «لسنا وحدنا»، بالمعنى الحرفي للكلمة!

وحيث إن الاتصال أحد الاحتياجات الأساسية المهمة للإنسان، للحفاظ على الصِّلات والروابط مع الناس، لكنه بالطبع ليس بديلًا ناجعًا للتواصل الشخصي، الذي يمكنه تخفيف الاحتقان من العُزْلة والوِحْدة، مما يعرضنا لانسحاقٍ نفسيٍّ كبير، أو انزوائنا وانعزالنا، من دون أدنى إحساس بالحاجة للتواصل مع الآخرين، حتى لو كانوا ضمن أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.. باعتبارهم «غرباء»!

لذلك فإن أصعب أنواع «الوِحْدة»، يكون نتيجة «الاغتراب» الاجتماعي.. أو العاطفي، لتجد نفسكَ مضطرًا للتعامل مع «مقربين»، وكأنك لم تعرفهم من قبل، فتُصاب بشتى أنواع الآلام التي يصعب علاجها.

إذن، النتيجة الحتمية لـ«العُزْلة» و«الوِحْدة» قاسية وأليمة، عندما تدفعكَ للهروب ولو على حساب نفسك؛ لأن الانعزال يعني ببساطة أنْ تواجهَ مخاطرَ الحياةِ منفردًا، وفقدان الأمان والثقة في كل مَن حولك!

أخيرًا.. تظل «الوِحْدة» حالة عاطفية غير «مادية»، يمكن تفاديها بالتفاعل الإيجابي مع أشخاص «حقيقيين» يقدمون لك الحب والاهتمام، ولا يتركونك وحيدًا، أو فريسة للعُزْلة.

فصل الخطاب

مشاعرنا الإنسانية باتت مُرْتَهِنَة بعالمٍ افتراضيٍّ، يجعلنا مجرد دُمى إلكترونية، في جُزُرٍ منعزلة، ترتبط مع بعضها بتواصل اجتماعي «وهمي»!

[email protected]