رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع أحمد عادل كمال وحديثه كيف تعرف على جماعة الإخوان الإرهابية وكيف ساقته الأقدار وبعض رفاقه إلى دار شعبة الإخوان المتأسلمين بالظاهر، فيقول كنت قد أتعبنى طول الجلوس على الحصيرة أكثر من ساعة ونصف فآلمتنى الجلسة التى لم أعتدها، وقد طلبوا من كل واحد فينا كتابة خاطرته وكانت هذه خاطرتى التى سطرتها ولم أوقع باسمى، وبعد نحو عام، كنت قد صرت من صميم الإخوان علمت أن هذه القصاصة قد نوقشت فى مجلس إدارة الشعبة وانقسم المجلس بشأنها، فجلست بعد عام مع جمع من الإخوان نتذاكر لقاءاتنا الأولى فذكرت أمر القصاصة، فهب واحد منهم يقول « أنت صاحب القصاصة؟ قلت «نعم» قال» «لقد كان من أمرها كذا وكذا، واستكمل قائلا كنت حينذاك من المتمسكين بفكرة الحصر، لكنى الآن أؤمن بالكراسى، إذ لولاها لربما كنا قد فقدناك، أما فى حينها فقد جمع الإخوان بين الرأيين، وفى الليالى التالية فرشوا الحصر ورصوا الكراسى والدكك من حولها، فمن شاء أن يفترش الحصر فعل، ومن شاء القعود على المقاعد جلس دون كلفة.

استمر أحمد عادل فى حديثه أردت بهذه القصة أن أبين عن نوعية التفكير والعقلية الموجودة بالإخوان فى حينها وربما فى كل أحيانها بعد ذلك، النوع اللين المرن والنوع الصلب المتمسك، وتوالت الليالى وتعاقبت، ومازلت أتردد على دار الشعبة للإخوان المسلمين بالسكاكينى، وكانت تبعد عن منزلنا نحو نصف ساعة سيرا على الأقدام، صرت أتردد على شعبة الظاهر كل يوم تقريبا، فكنت أصلى العصر فى البيت، ثم ألتقى وحسين عبدالسميع ونتجه معا إلى الشعبة سيرا على الأقدام، فنجد بها أقراننا من الإخوان فنتجاذب أطراف الحديث ونتعارف ونتمازح ونتألف حتى يؤذن مؤذن المغرب، ولم تطل فترة المدرسة، فقد أنهيت تعليمى الثانوى والتحقت بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول بالجيزة عام 1942 فاتصلت بالإخوان بها أيضاً ثم جاء عام ١٩٤٣، كنت قد ألفت الشعبة وألفت إخوانها وألفونى، ثم التحقت بجوالة الإخوان، ومع هذه الجوالة خرجت فى بعض الرحلات سرت فى بعض طوابير الاستعراضات فى المناسبات المختلفة، كما اشتركت فى بعض المعسكرات وتلقيت بعض الدروس الكشفية، وتم انضمامى إلى النظام الخاص للإخوان وهو تنظيم سرى مدرب أنشىء لإخراج الإنجليز ومحاربة الصهيونية فى فلسطين، وقد قام أحمد عادل وهو طالب بالكلية فى إعداد ترجمات من الإنجليزية لأعضاء التنظيم من بعض كتب العسكرية الغربية التى خلفتها جيوش قوات المحور والحلفاء التى كانت مصر أحد ميادين صراعها العسكرى، وأشرف على بعض عمليات النظام الخاص، منها جمع المعلومات عن اليهود المصريين، وشارك فى ترتيب عملية اغتيال الخازندار التى أدانها بعد ذلك واعتبرها خطأ كما تبين لهم بعد ذلك من كتاباته.

من وفائه لدعوته قوله «إنى مدين له وللدعوة التى هداه الله إلى أن يدعو بها، بكل خير نلته فى حياتى وبكل ما أرجو يوم ألقاه رحمه الله أوسع الرحمة وجزاه خير الجزاء فلم يكن مثله أحد استطاع توجيه طاقة الشباب نحو الهدى والتجرد والعمل للإسلام والفداء، ومدين فوق ذلك لخالق كريم ورب أعلى خلق فسوى وقدر فهدى».

كل إنسان يخطئ لكن الأشد من الخطأ هو الإصرار عليه، فقلّ من تجده ينصف الآخرين من نفسه، لكنك عندما تعرف أحمد عادل كمال تجده لا يخجل أن يذكر أنه شارك فى حدث بدوافع معينة فى وقتها ثم تجده يعترف بأن ما فعله كان خطأ، يقول أحمد عادل كمال « كان لنا نشاط أتينا فى ثنياه أفعال بدوافعها ودواعيها ومبرراتها، ومع ذلك فقد تبرأنا منها فى حينها، وأحداث أخطأنا بها وتقتضى العبرة بيانها، وأحداث لم يكن لنا يد فيها نسبت إلينا وألصقت بنا، وهذا أيضاً ينبغى إيضاًح ذلك بشأنها.»، وللحديث بقية

[email protected]