رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

هذه الأرقام قديمة، وردت فى حديث للمستشار محمود فوزى، رئيس الأمانة العامة للحوار الوطنى، ولكن الإشارة إليها مهم للاطمئنان على الاستجابة الكبيرة من القوى الوطنية المختلفة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإجراء حوار وطنى بين كل قوى المجتمع المصرى لتحديد أولويات العمل الوطنى ورفع نتائجه إلى الرئيس، تؤكد الأرقام التى ذكرها المستشار محمود فوزى منذ أكثر من شهر أن الأمانة الفنية للحوار الوطنى تلقت أكثر من 15 ألف ورقة من القوى الوطنية المختلفة، تتضمن اقتراحات للنقاش داخل الحوار، ووجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب التى تتبنى الحوار أكثر من 500 دعوة، ووصل عبر الموقع الإلكترونى 969 ألف استثمارة رغبة بالمشاركة من المواطنين، وأكثر من 700 رسالة بريد إلكترونى و400 رسالة «واتس آب»، كما تلقت الأكاديمية الوطنية للتدريب أكثر من 25 زيارة من ممثلى الأحزاب.

هذه الأرقام الكبيرة والمرشحة للزيادة، إن دلت فإنها تدل على الاستجابة الكبيرة من المجتمع لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى، للرد على دعاة الفتن والتشويش والتشويه الذين دأبوا على زرع فتن الفرقة والتحريض وتغذية الخلافات من أجل الوقيعة بين مكونات المجتمع.

تكمن أهمية الحوار الذى دعا إليه الرئيس فى أنه يخلق مساحات مشتركة تسمح بالاتفاق والاختلاف وتبادل الآراء، ووضع بدائل جدية، كما يساعد على ظهور نخب سياسية قادرة على تقديم حلول لقضايا المجتمع.

وتأتى الدعوة للحوار بعد قطع الدولة أشواطاً طويلة فى البناء والإصلاح الاقتصادى وإقامة المشروعات العملاقة.

جميع المصريين مدعوون للحوار وتعتبره الغالبية حدثاً سياسياً مهماً، يجتمع فيه لأول مرة فئات المجتمع المصرى تحت سقف واحد لاقتراح الحلول للقضايا دون استبعاد لرأى، فالحوار حالة صحية تتطلب أن يكون الجميع فى حالة حوار مستمر للوصول إلى جمهورية جديدة تتسع لجميع المصريين. هناك طبعاً فئة مستبعدة من الحوار الوطنى وهى جماعة الإخوان التى لجأت للعنف فى التعبير عن الآراء السياسية وارتكبت جرائم بشعة فى حق الدولة والمصريين، هؤلاء تفرغوا عن طريق إعلامهم المضلل لبث الشائعات والشوشرة على الحوار الوطنى، ويزعمون أنه مناورة سياسية لكسب الوقت لتمرير الأزمات التى تواجه الدولة، ويحاولون تفتيت المجتمع عن طريق الحديث عن قوة الموالاة وقوى المعارضة. المستبدعون من الحوار والمتآمرون على الدولة لن يكفوا عن أكاذيبهم لأنهم لا يريدون مشاهدة فئات الشعب المصرى من مجتمع مدنى وأحزاب وشباب ومرأة تجتمع لمناقشة قضايا الوطن، وتطرح مشاكل الاقتصاد والسياسة، وتقترح الحلول لها، خاصة القضايا المشتركة عالمياً والتى كان من آثارها ارتفاع الأسعار وهى أهم قضية تشغل المواطنين حالياً، إن وجود خبراء من الاقتصاد وخبراء من رجال السياسة يمثلون المجتمع لطرح اقتراحاتهم لحل الأزمة الاقتصادية سيعود بالفائدة على جميع المصريين، لكنه يحبط قوى الظلام التى تفرح لآلام المصريين، وتحزن من راحتهم، لأنها تريد وضعهم فى مواجهة مع الدولة.

الحوار حدث سياسى مهم يدخله الجميع بدون شروط مسبقة، وليتنافس الجميع داخل جدرانه لاقتراح الحلول والأفكار دون حجر على أحد، لأن الخلاف فى الرأى- كما أكد الرئيس السيسى- لا يفسد للود قضية، أما الحوار المشروط غير مقبول لأنه سيكون محاولة لضرب الحوار وإخراجه عن هدفه لحل المشاكل التى تواجه المجتمع عن طريق وضع الجميع أيديهم فى يد الدولة.