رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من حق الرئيس ألا يشعر بالرضا من عدم تقدير البعض لحجم الإنجاز والبناء الذى تحقق فى مصر خلال السنوات الثمان الماضية، ومن حق الرئيس أن يفكر قائلا : لماذا لم تستطع أجهزة الدولة تحقيق نوع من الالتفاف الشعبى الكبير الذى تستحقه مسارات التنمية غير المسبوقة، والتى تغطى العديد من مجالات الاقتصاد. الحقيقة يا سيادة الرئيس أن ما يتحقق على الأرض يراه الناس جميعا، وبرغم قسوة بعض الظروف الاقتصادية، وحالة الغلاء المتوحشة أحيانا، إلا أن هناك ما يدعو للشعور بنوع من الرضا السياسى، بالنظر إلى أن المصريين خلال النصف قرن الماضى كانوا لايتحملون زيادة سعر سلعة ما خمسة قروش، ولكنهم خلال السنوات الثمان الماضية تحملوا الكثير من تبعات الإصلاح الاقتصادى – فلماذا لم يحدث اليوم مثل ما حدث بالأمس؟ الحقيقة يا سيادة الرئيس أن المصريين يتمتعون بنوع من الوعى الصامت الذى يعبر عن قناعتهم بأنهم يتحملون الكثير من المتاعب الحياتية، ولكنهم يدركون بفطرة تاريخية أن هناك تأسيسًا حقيقيًا لمستقبل اولادهم وأحفادهم، لا يمكن تجاهل قيمته وأثره.

 سيادة الرئيس، هذا الوعى الصامت بحاجة لمن يستفزه بالمصداقية والثقة حتى يخرج عن صمته ويسير فى الشارع، ويمد يده للنظام مؤازرا وداعما ومشاركا فى التنمية؟. لماذا لم يحدث ذلك بالقدر المأمول؟.. وأقول إن أى شعب فى الدنيا لابد أن تجرى مياه حقيقية بينه وبين نظامه السياسى. الحقيقة سيدى الرئيس أن كثيرًا من المسئولين الكبار داخل الحكومة وعلى رأس مؤسسات كبرى فى الدولة لايملكون المهارة الكافية لمخاطبة الرأى العام. منصب الوزير كما تعلمون سيادتكم هو منصب سياسى بالدرجة الأولى – يتساوى فى ذلك وزراء البيئة والزراعة والمياه، مع وزراء الخارجية والداخلية والدفاع، مرورا بباقى دواليب الدولة. كل وزير هو لسان حال الدولة، وصمت البعض وافتقار البعض الآخر لمهارة الخطاب السياسى، يحمل سيادتكم أعباء الشرح والتوضيح، وهى مهمة كان الأجدر أن يقوم بها آخرون. فى الدول الحديثة سيدى الرئيس، يمثل أعضاء الحكومة الأذرع الحقيقية لمؤسسة الحكم، وكلما قصرت الأذرع وعجز الخطاب زادت مساحة اللافهم بين مؤسسات الحكم والناس. أصدقكم القول بأن حماس وقناعة الناس بحقيقة جهد وإنجاز تجربة حكم ما، تجعل منهم جيوش مشاه - فى ظهر والى جانب وأمام – مؤسسة الحكم تقوم تلقائيا بـ «هرس» أى شرور سياسية داخلية أو خارجية.

الجناح الثانى.. الذى يحدد بوصلة العلاقة بين الحاكم وشعبه هو الإعلام – وهنا مشكلة المشاكل سيدى الرئيس، وقد قلتم سيادتكم فى بداية عهدكم بالرئاسة «إن جمال عبدالناصر كان محظوظًا بإعلامه».. الحقيقة ورغم أننى ممن يدينون بالولاء التاريخى لحقبة جمال عبدالناصر، فإننى أجزم بأن إعلام جمال عبدالناصر نجح فى ترسيخ صورة للحالة السياسية والاقتصادية والقومية فى زمانه تفوق بكثير حدود الواقع الحقيقى على الأرض آنذاك، لكن الحكاية ببساطة أن الناس عندما تحترم المنبر فإنها تصدق الخطيب، وهذا ما حدث طوال خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وحتى فى قلب أيام نكسة يونيو 1967. والكثير ممن يتصدرون المشهد الإعلامى وجوه وحناجر تخصم من رصيد أى رئيس ولا تضيف، لأن عامل الثقة بينها وبين الناس سقط من سنوات، والأسباب متعددة ومقنعه. الكثير من الناس يتساءل: أى مصلحة ترتجى من إعلام لم تتغير وجوهه، ولم يتغير خطابه من سنوات. أنا لست بصدد التفتيش فى الضمائر الوطنية، ولكن ما يعنينى أن رصيد الثقة العارى والمكشوف بين بعض الاعلاميين النافذين - بالقوة لا القدرة - وبين جموع الناس سيظل حاجبا لحقائق ما يتم إنجازه، وباعثا على الالتباس والشك حول أى شىء.

سيدى الرئيس: المصريون شعب ذكى وصبور، ولديه وعى فطرى بحقائق التاريخ، ولكن من حق الناس أن ترى إعلام محترم تصدقه، وتحترم خطابه.. إعلام يحترم تضحيات المصريين من جهة، ويقدر بوعى وذكاء ما يقوم به الرئيس من عمل كبير.. إعلام يقدر عظمة ما يتحمله المصريون من أعباء جسام ومسئوليات وطنية مشرفة.. والله معكم نصيرا للحق ولمصرنا العزيزة.