رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

نحن الرجال الجوف المحشوون بالقش نميل معا، إن أصواتنا الجافة، حينما تتهامس، هادئة خالية من المعنى، هى شكل بلا قالب ظل بلا لون، قوة مشلولة، إشارة بلا حركة.

هذه أجواء من قصيدة (الأرض الخراب) التى جعلها النقاد أعظم قصيدة فى القرن العشرين وتوجوا صاحبها توماس استيرز اليوت (١٨٨٨_ ١٩٦٥) شاعر الانجليزية الأول.

لكن إليوت أهدى قصيدته الى الشاعر عزرا باوند ووصفه بالصانع الأمهر.

أما الذين قاموا بترجمة القصيدة فهم الشاعر يوسف الخال والشاعر ادونيس على أحمد سعيد والنقاد الكبار د.لويس عوض ود. عبدالواحد لؤلؤة ود.ماهر شفيق فريد ويوسف اليوسف وتوفيق صايغ، وأيضًا لا ننسى الناقد الكبير إحسان عباس، الذى ترجمها بحس إنسانى سياسى، حينما ربط فى مقدمته بين البعد التاريخى، ورموز ما حدث فى أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، وما تركته من تشتت فى الفكر الأدبى والفلسفى خاصة بعد معاهد فرساى وصعوبة الأمل فى الحوار الدينى.

بل ان هناك ناقدًا مهمًا فاضل السلطانى وهو تاسعهم٠ ترجم بعضا منها، وركز على الجو الحزين الذى سيطر على الأمة العربية بعد هزيمة يونيو «حزيران» وقد حاول المترجم الاشارة إلى تحويل اليأس إلى تحدٍ، ولعل هذا يؤكد ثراء قصيدة راسخة يمكن أن نستخرج منها عشرات المعانى والمفاهيم، وقيمة (ت٠س.اليوت) انه أحدث زوبعة بقصائده ودواوينه وكتبه النقدية.

ولكن الاهتمام بقصيدة الأرض الخراب بالتحديد جاء لأنها ترثى القرن العشرين، بل ان اليوت كتب القصيدة ينعى فيها نيويورك تحديدا التى يرى انها تلخص العالم.

تتكون القصيدة من ٩٨ بيتًا من الشعر وخلال خمسة أجزاء يتجول الشاعر روحيا وجسديا فى طلاسم الحياة بل ان شخصياته جعلتهم يتبعون الرحلة الدنيوية الأخرى للموتى، هناك الرجال الفارون من الموت يحولون حياتهم إلى حقيقة وفعل ويصنعون الإنجاز من الرغبة والمنتهى من الرموز ويصلون فى النهاية إلى قناعة ان العالم لن ينتهى بانفجار ولكن بانتحار!

القصيدة حيرت كل من تعامل معها على انها كانت مؤثرة للمتلقى، وقليلون هم الذين فروا من أسر هذه القصيدة، أو على الأقل أعمال اليوت فى مجملها، ولعل الشاعر صلاح عبدالصبور كان أكثر من اقتبس من روح اليوت ومسرحيته (مأساة الحلاج) واحدة من أشهر الأعمال التى استوحى فحواها من إليوت فى مسرحيته الشهيرة (جريمة قتل فى كاتدرائية) كتبها ونشرها عام ١٩٣٥ وتدور احداثها فى ديسمبر عام ١١٧٠،م، عن استشهاد القديس توماس بيكيت رئيس اساقفة كانتبرى.

أما عبدالصبور فقد كتب مسرحيته عن استشهاد النموذج الإسلامى المقابل له وهو الحلاج، وحينما ترجم الكاتب الدكتور خليل سمعان المسرحية كتب عنوانها (جريمة قتل فى بغداد) اشارة إلى مسرحية اليوت.

وأغلب رواد قصائد الشعر العربى الحديث تأثروا بأعمال إليوت الكاملة شعرا ونثرا.

Nader nashed 7777a gamail com