رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

أعترف أننى ربما ملت إلى تصديق ما أشيع بشأن اتجاه وزارة النقل وقف تشغيل القطار الكهربائى الذى يخدم العاصمة الإدارية، والسبب أننا نعيش فى مناخ من الشائعات كبير، حتى لم نعد ندرى الخبر الصحيح من الزائف، فى ظل حالة من السيولة الإعلامية والإلكترونية التى يطير معها كل شىء دون تدقيق، فضلا عن تصور لا يستند إلى واقع وهو أن حالة الحركة والإقبال على القطار الجديد ربما تكون بالفعل ضعيفة، وهو ما يفرض حال الصحة اتخاذ مثل هذا القرار.

كنت مع افتتاح هذا المشروع آمل أن تتاح لى الفرصة لمتابعته عن قرب واستقلال عرباته على سبيل التجربة غير أن ظروفا كثيرة حالت دون ذلك. وحسنا فعلت وزارة النقل بسرعة نفى هذا الخبر ومناشدة المواطنين عدم الالتفات لمثل تلك الأخبار الكاذبة التى تهدف لإثارة البلبلة لدى الرأى العام.

موقفى يأتى على أساس أنه مهما اختلفنا حول الكثير من القضايا التى تشغل الرأى العام المصرى فى السنوات الأخيرة، ومنها سبل الخروج إلى صحراء مصر وهو ما يستتبع بالتالى النقاش حول دور العاصمة الإدارية فى تحقيق ذك من عدمه، فإن فكرة القطار الكهربائى فى رأيى تعتبر قاطرة التعمير فى مشروع العاصمة، وانه بغض النظر عن الجدل الصاخب حول العاصمة وهو جدل صحى بالمناسبة، فإن جزئية القطار، وعلى غراره تأتى فكرة المونوريل الذى يربط العاصمة بقلب القاهرة وصولا فى النهاية إلى أقصى صحراء اكتوبر، تعتبر أكثر مظاهر التفكير فى العمران صلاحية وصحة. لا أتحدث هنا عن فخامة أو غير فخامة، ولا أتناول تكلفة كبيرة أم صغيرة، إنما أشير إلى الفكرة ذاتها، فكرة ايجاد مواصلة سهلة ومريحة وآمنة حتى قبل بداية العمران وتكون المحفز له.

لا أدرى بالضبط حجم الحركة على القطار الخفيف وهل هى كثيفة أم قليلة، وإن كانت الثانية بحكم طبائع الأمور، وإن كنت أدرى أن سعر التذكرة ربما يكون مرتفعا بعض الشىء، وهو أمر من منظور ادارة المشروع قد يكون له ما يبرره، غير أن اعادة النظر فى سعر التذكرة قد يكون أمرا مهما فى تعزيز حركة هذا القطار الخفيف ودوره فى نقل الركاب وبشكل أكثر خصوصية فى هذه المرحلة التى ربما لا تمثل أو تعكس كثافة فى الحركة من وإلى العاصمة الإدارية فى ضوء أنه لم يتم سكناها بالشكل الحقيقى بعد.

احيانا أسرح بخاطرى فى شكل العاصمة الكبرى وليس الإدارية بعد سنوات وكيف سيكون فى ظل وجود هذه النوعية الإضافية من وسائل النقل السكك حديدية إن صح التعبير، وأقول كيف كان الأمر سيبدو لو أن مثل هذه الوسائل تم العمل بها منذ ظهور بوادر ازدحام القاهرة الكبرى.

لا يعنى ذلك أن كل الأمور على ما يرام، فقد تكون هناك قضايا متعلقة بأنماط التعمير والجارية الآن يمكن الاختلاف والاشتباك مع الكثير من أسسها وسبلها وتكلفتها، وغير ذلك من القضايا والجوانب التى تعتبر محل نقاش عام، غير أنه أما وأن العاصمة الإدارية تحولت من فكرة إلى حقيقة قائمة على الارض، بما تمثله من استثمارات ضخمة تم ضخها فيها، فإن التفكير السليم والمنطقى إنما يقول أن ندفع بمشروع القطار الخفيف وغيره قدما إلى الأمام.. فهو الأمل الحقيقى لإنجاح فكرة خلخلة الكثافة السكانية فى قلب العاصمة القديمة.

[email protected]