عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

المرأة هى الحاضنة والمربية والأساس فى تكوين شخصية أطفالها ونموهم بدنياً وعقلياً وأخلاقياً، وهى حاملة بذور المجتمع، فقد وهبها الله تعالى من الإمكانات والاستعدادات الفطرية التى تمكنها من رعاية أبنائها والتأثير فيهم وتقويم سلوكياتهم، فإذا ما نجحت فى رسالتها فقد نجت بأبنائها وبالمجتمع إلى بر الأمان، أما إذا فشلت فسيكون فى ذلك أكبر الأثر والضرر على المجتمع بأسره.

ربة المنزل أو ربة البيت هى المرأة التى تختار أو تمتهن العناية ببيتها وتهتم بشئون أسرتها وتدير أمور حياتهم وفق ما تراه مناسباً وتقوم بمختلف مهام العناية داخل بيتها من تربية الأطفال إلى التنظيف إلى الطهى.

يذكر التاريخ العديد من المواقف للنساء الصالحات اللاتى ضحين بحياتهن وأوقاتهن وعملن حتى أنشأن نوابغ غيروا مجرى التاريخ، ونقشت أسماؤهم فى سجل العظماء، ويرجع الفضل فى تفوق هؤلاء إلى الأمهات العظيمات التى لولاهن ما ظهروا ولا فازوا بهذه المكانة الرفيعة، ويقول الشاعر أحمد شوقى فى أمهات هؤلاء العظماء: «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، وصدق «شوقى» لأن الأم إذا صلحت ربت أبناءها على الخير، وغرست فى نفوسهم العلم والصلاح، وانتفعت ببركتها البشرية كلها، لهذا كانت وظيفة المرأة أعظم وظيفة فى التاريخ، ومهمتها أسمى مهمة فى الحياة، ألا وهى إعداد جيل وتربية الأبناء الذين بهم تنهض الشعوب وتقوم الأمم، والأم بما أودع الله فيها من الأسرار العظيمة والصفات الجليلة التى تمكنها من التعامل مع النفس البشرية، ففيها من الصبر والتحمل ومراعاة الأبناء.

أشارت دراسة لمجلة عالمية أن المرأة «ربة المنزل» تؤدى أعمالاً يومية توازى حجم 17 وظيفة فى آن واحد، ما بين تنظيم وتعليم ورعاية صحية وتوجيه نفسى ومتابعة للصغار وخدمة مطبخية وغيرها.. وأن هذه الأعمال مجتمعة تقدر مادياً براتب يبلغ 54 ألف دولار سنوياً فى الحد الأدنى.

هناك أمهات صنعن القادة وغيرن التاريخ، حتى هذه اللحظة إذا أراد الرجل أن يسب رجلاً آخر يقول أصله تربية واحدة ست! إما لوفاة والده أو لتفرد الأم بتربية الأبناء، لكن الحقيقة تقول إن التاريخ كله عبارة عن قصص تربية الأمهات لجميع العباقرة وقادة التاريخ الذين صنعوا التاريخ وحققوا التغيرات الكبرى فى العالم، حتى إن نابليون بونابرت يقول فى كلمته المأثورة: «إن اليد التى تهز مهد السرير بيمينها تهز عرش العالم بشمالها».

كما كانت هند بنت عتبة زوجة أبى سفيان أكبر نموذج على الأم التى تربى الأبناء منذ نعومة أظافرهم على القتال والسعى إلى القيادة بل إنها كانت نموذجاً للمرأة التى لا ترضى الهزيمة أو الهوان حتى إنها خرجت مع زوجها فى معركة اليرموك تحث المسلمين على الجهاد.

وروى التاريخ أن مكتشف المصباح الكهربائى العالم الأمريكى توماس أديسون الذى أنار العالم كله باختراعه يدين بالفضل لأمه، فقد تعثر فى بداية حياته بسبب قسوة والده الذى كان يضربه وأخرجه من المدرسة ليعمل بائعاً، لكن أمه علمته القراءة والكتابة وأتت إليه بكتب الفيزياء إلى البيت وقدمت له الجرائد وانكب عليها وظل يواصل جهده حتى وصل إلى اختراع المصباح الكهربائى ثم أجهزة الأشعة.

لقد آن الأوان لإعادة تقييم عمل المرأة كربة بيت بنظرة دقيقة وشاملة ومنصفة، فربة البيت لها كل الحق فى أن يعتبرها المجتمع «أعظم امرأة عاملة»، ويجب أن يحميها ويصون كرامتها ويحفظ معنوياتهم ويساعدها على القيام بدورها الأصيل.