رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن عقول البشر ينبغى أن تكون مطورة جداً لكى يتم تمكينهم من المساهمة والمشاركة الإيجابية فى عالم خالٍ من الخوف، الجهل، والمرض، فالتعليم والثقافة والإعلام فى النهاية تعزز البشر للعب دورهم كباحثين وحراس للتقدم والسلام.. لأن الأديان لها تلك المساحة الهائلة فى قلوب ووجدان تابعيها، ولأن كل مؤمن بآياتها وتعاليمها- ومع تلك الحالة من التوتر المذهبى والدينى فى الشارع العربى والمصرى صار يضع نفسه فى مربعات الدفاع عن كل حرف وآية يتصور أن أى محاور على الطرف الآخر جاء إلى الدنيا ليبقى فى النهاية محجوزاً لدين أو مذهب واحد فقط..

يسهم فى إذكاء تلك الحالة خطاب دينى بات فى حالته السلبية يؤكد أن خير وسيلة لإقصاء دين أو مذهب الآخر هو الهجوم المتواصل الرذيل وبيان النقائص والسلبيات فى تعاليمه من وجهة نظره باستخدام كل الوسائط الإعلامية الخطيرة، وليس بسبيل الدعوة الحسنة ببيان روائع ومحاسن وإيجابيات تعاليم دينه هو الذى نراه لا يعلم الكثير من تعاليمه أوحتى طقوسه للأسف فنراه المدافع الساذج قبيح اللغة، وعليه تشتعل وتيرة النزال الخطابى المتطرف عبر دكاكين التعليم المضل والكتب المزيفة للأديان، ومن خلال الفكر الاستبدادى لعناصر أهل الشر فى المدارس والجامعات والنوادى والمنتديات ومنابر بيوت الله وميكروفونات وشاشات الفضائيات الدينية، وعبر غيرها من الوسائط والمنافذ الكثيرة أحدثها صفحات التواصل الاجتماعى..

وليصل الأمر بطرفى النزاع إلى حد إقصاء الآخر من دنيا الطيبين والمقبولين فى ملكوت الله، والسخرية من عقائده وطقوسة بشكل ينتهى بنا إلى السؤال: كيف لمن يرون أنهم من أهل الدفاع عن الدين أن يكون ذلك خطابهم الاستعلائى القبيح المفردات والخطير والسلبى فى مضمونه؟!..

وبات أهل الفهم والرشادة يصرخون أنزلوهم من فوق منابر جعلوها لبث الكراهية وتدمير أى خطوات نحو تأكيد بوادر حدوث حالة من الالتئام والاندماج الوطنى وامتلاك المناعة الروحية لدى أهالينا الطيبين فى الشارع المصرى..

يتفق الباحثون فى شأن الخطاب الدينى على أن هذا الخطاب لم يستطع للأسف أن يرقى إلى مستوى تحصين الشعوب وتكوين حالة المناعة الروحية لديهم لمقاومة أمراض التطرف والتعصب الدينى والمذهبى الشاذ، والتشدد الفكرى، ورفض الآخر، والشحن الطائفى، وتغذية الصراعات الداخلية.

بل نرى على العكس ازدياداً فى هذه الظواهر على حساب نشر ثقافة المواطنة والتنمية الشاملة والتسامح الدينى والعيش المشترك. فما زالت بعض الخطابات الدينية لا تقبل مناخات التعددية الدينية والإثنية والعرقية، والحرية فى المعتقد، جهلاً منها أن الخالق خلق الكون بتنوع وتناغم فى آن معاً. وأن الاختلاف فى الشكل واللون والجنس واللغة والعرق، هى إرادة إلهية فى أساس خلق الكون. فالجنس البشرى واحد بغض النظر عن انتمائه الدينى. وبعض الخطابات الدينية ما زالت فى عصرنا الحالى تحفز وتشجع على نبذ الآخر وإساءة الظن فيه ورفضه، لا بل تكفيره أحياناً، وبالتالى عدم قبوله ونفيه من عالمه، بل ومن الوجود كله.