رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الأردن مشغولة بقضية وسائل التواصل الاجتماعى وأثرها على تماسك المجتمع، وهذا ما سوف تسمعه خلال كل مناسبة يتكلم فيها وزير إعلامها فيصل الشبول! 

وقد جمعنى معه لقاء هذا الأسبوع فى العاصمة الأردنية عمان، فسمعت منه ما يشير إلى أنه يرى عواقب السكوت على ما تتداوله هذه المواقع، وأن بلاده لم تشأ أن تجعل من انشغالها بالقضية انشغالًا نظرياً، فدخلت فى تحالف من خمس دول عربية تبحث فى الطريقة التى يمكن بها التعامل الجاد مع القضية! 

ولا بد أن بقية الدول العربية مدعوة إلى الانضمام إلى هذا التحالف، ولا بد أنها مدعوة إلى العمل على ألا تنفرد مواقع التواصل بالرأى العام فى المنطقة تشكله كما تحب، وكما يحب الذين لا يريدون خيرًا للعرب ولا يريدون لهم الذهاب إلى مستقبل يليق بهم! 

وإذا كان مجلس وزراء الإعلام العرب سينعقد فى القاهرة الشهر المقبل، فليس من الممكن أن ينعقد دون أن تكون هذه القضية ذات أولوية على مائدته! 

وهناك أفكار كثيرة يمكن العمل بها لمواجهة غول مواقع التواصل الذى يبتلع كل بادرة من بوادر الأمل بيننا، ثم يحولها بقدرة قادر إلى عامل من عوامل بث اليأس، وضخ الإحباط، وزرع الخوف والتخوف فى نفوس المواطنين مع مطلع كل نهار! 

والقضية أخطر من أن تظل متروكة لوزراء الإعلام وحدهم، لأنها سياسية أكثر ربما مما هى اعلامية مجردة، ولأن الحكومات فى عواصم العرب لا بد أن تكون منشغلة بها، وباحثة عن حلول لها طول الوقت، ومرحبة بكل مبادرة فى هذا الطريق.. وفى المقدمة من ذلك هذه المبادرة التى تضم التحالف الخماسى، والتى لا بديل عن أن تجمع تحت مظلتها ٢٢ عاصمة عربية دون استثناء! 

القضية سياسية أكثر مما هى اعلامية، وقد سمعنا وتابعنا كلامًا لا يخلو من وجاهة عن قدرة روسية فى استخدام هذه المواقع سياسيًا ضد خصومها من الدول.. وفى أجواء الحرب الروسية على أوكرانيا، وصراع موسكو مع الغرب فيها، لم تكن مصادفة أن يفقد الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون أغلبيته فى البرلمان على وقع هذه الحرب، ولا كانت مصادفة أن تسقط الحكومة فى روما وتذهب ايطاليا إلى انتخابات جديدة، ولا كان الجدل حول الدور الروسى فى اسقاط هيلارى كلينتون جدلًا فى فراغ! 

الكلام دار ويدور عن دور روسى الكترونى فى الحالات الثلاث، وسواء كان حقيقة أو كان له مجرد ظل من حقيقة، فالموضوع فى حاجة إلى أن يكون ذا أولوية عربية جامعة.. لا مصرية فقط، ولا أردنية وحسب.. لأن الذين يتابعون المادة المتداولة على المواقع بيننا يعرفون إلى أى مدى يمكن أن تكون مدمرة، وإلى أى حد يمكن أن تسرق المستقبل من الناس!