عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

فجأة ودون سابق انذار انفجرت حالة من الجدل حول مستقبل كليات الإعلام وقضية ما إذا كنا نلحق أبناءنا بهذه الكليات أم لا؟ وكعادة وسائل التواصل الا5جتماعى أصبحت القضية تملأ العديد من الصفحات والحسابات، وربما عزز هذا الجدل التراجع الذى حدث فى مجموع القبول بكلية الإعلام فى تنسيق هذا العام وهو ما أكد أن المخاوف من تراجع وضع كليات الإعلام كرغبة لدى الطلبة أصبح واقعا ويتجاوز نطاق التحذيرات أو المخاوف. ولأن وسائل التواصل أصبحت ذات سلطة، قد لا يعلوها صوت آخر فإن حالة البعد عن الموضوعية التى سادت النقاش ربما تفرض ضبط الحوار وتحديد أسسه بما يساعدنا كأفراد ومجتمع فى النهاية على الوصول إلى المستقبل الأفضل لأبنائنا.

القصة وما فيها أن أى شخص حتى ولو بعيد عن المجال يمكن أن يدرك أن هناك متغيرات جذرية تلحق بمهنة الصحافة والإعلام بشكل عام. الصحافة الورقية مثلا تئن وكل يوم ينالها من الضربات الكثير على وقع التطور التكنولوجى. صحيح أن هناك من الإعلاميين من تقدر رواتبهم بالملايين غير أن ذلك هو الاستثناء من القاعدة الذى لا ينبغى القياس عليه، ولا يجب أن يكون أمرًا يعول عليه فى دفع الخريجين الجدد إلى الالتحاق بالإعلام على اساس أن هناك فلانًا قد أصبح نجمًا!! فذلك مما هو موجود فى كل قطاع ولا يستأثر به الإعلام وحده. 

من ناحية أخرى، فالمسألة ليست جبر خواطر أو كسرها كما ذهب البعض فى مناقشته لهذه القضية، وإلا لكان المنطق أننى يجب أن أكسر بخاطر ابنى اليوم أفضل من أن أكسر بخاطره طول العمر. 

ثم أن الخلاف بشأن القضية لا يجب أن ينتهى بنا إلى ساحات القضاء والتفتيش فى الضمائر كما حاول البعض أن يلمح.. المسألة خلاف فى الرأى وإذا كنا كإعلاميين غير قادرين على مثل هذا الخلاف وتحمله والتناقش بشأنه فإن ذلك نذير خطر إن لم يكن نذير شؤم على حالة تقبل الآخر فى مجتمعنا.

قد تكون هناك مصالح وراء التعبير عن الرأى، فأستاذ الإعلام يهمه أن يلتحق الطلبة بكليته ليزدهر وضعه، والناجحون من الإعلاميين ربما يهمهم تقليص الملتحقين لكى يظلوا فى عليائهم وتميزهم. كل هذا ممكن لكن الواقع يفرض نفسه بحقائقه المرة وهى أن المؤسسات الصحفية والفضائية الخاصة والحكومية أغلقت باب التعيينات أى أن المجال أصبح ضيقا. وإذا تعاملنا مع القضية بمنطق أن أعداد القبول بالكليات يجب أن ترتبط بحاجة سوق العمل فالنتيجة معروفة. إذا أضفنا إلى ذلك خصوصية الإعلام عندنا فى مصر وحاله المقلوب الذى يقوم على أن أكثر من يعمل فيه من غير خريجى الإعلام، فضلاً عن حقيقة أن الإعلام إلى جانب كونه يقوم على الدراسة فإنه يقوم فى الوقت ذاته على الموهبة التى تنميها الدراسة، لوضحت خطوط النقاش بما يجعله ثريا يضيف إلى الطالب وأهله فى رحلة البحث عن الكلية المناسبة وما إذا كانت كلية الإعلام أم غيرها. 

وكما يقولون الحديث ذو شجون والكلام الذى يمكن كتابته كثير وتقصر المساحة عن استيعابه ولكن باختصار.. رغم أن الإعلام التقليدى يتراجع إلا أن الإعلام كإعلام لن يختفى وهو ما ينعكس فى وجود ما يوصف بإعلام جديد غير أنه من الصعب أن يستوعب كل الخريجين وفق الأعداد التى تلتحق بكليات الإعلام فى سنواته الأخيرة وهو ما يعنى أن إعادة النظر فى سياسات القبول والتخرج والإنشاء لمثل هذه الكليات يبقى أمرا ملحا وليس مقبولا فقط.

[email protected]