رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن، فهل سألوا الغواص عن صدفاتى.. هذا الشعر لحافظ إبراهيم، اختار هذه الكلمات الشاعر فاروق شوشة (١٩٣٦- ٢٠١٦) لتكون مقدمة برنامجه الإذاعى (لغتنا الجميلة) الذى بدأت أولى حلقاته فى اليوم الثالث من سبتمبر عام ١٩٦٧ ليستمر تسعة وأربعين عامًا حتى رحيل صاحبه أحد أخلص من دافع عن لغتنا الجميلة. إن لم يكن أعظم حراس اللغة العربية. ترك لنا أعظم ميراث يمكن للاجيال ان ينهضوا من خلاله بلغتنا التى كم عانت. من تجاهل ومن إهمال ومن دمج بلغات اجنبية اعجمية أرهقت لغتنا وأفسدت على مدى سنوات جذور اللغة حتى صارت غريبة بعيدة عن اللسان المصرى.

والحقيقة ان أغلب الأشقاء العرب تمكنوا من أصول الفقه اللغوى والحفاظ على سلامته ودفع كل ما يمس باللغة العربية والناتج هو هذا التقدير لتراثنا الذى تعلمناه وتسلمناه من الأجداد. اللغة العربية كائن حى من حقه علينا أن نرعاه ونحافظ على سلامته وصموده ويمكننا أن نطور من أهدافه، ومن ثماره ما يرتقى به وبجذوره وهذه هى مسئولية المجمع اللغوى الذى تمكن من صد ورد عشرات التحديات التى تواجهها لغتنا الجميلة. منذ عقود من الأزمنة.

فاروق شوشة تمكن من خلال أكثر من خمسة عشر ألف حلقة من برنامج لغتنا الجميلة ان يزرع–ببساطة–أصعب تركيبات لغوية يمكن أن نعرفها فى شعرنا العربى القديم. ثم ينتقل ببراعة إلى شعرنا العربى الحديث فيعلمنا عمق قصائد المقاومة فى دواوين محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما ثم ينتقل بنا إلى أدب المهجر منذ جبران خليل جبران إلى أدب المحدثين هناك ثم يقدم لنا قصائد عباس محمود العقاد وعميد الأدب العربى د. طه حسين.. ويصل بنا إلى شعر الحداثة صلاح عبدالصبور والبياتى وادونيس وجوزيف حرب وأمل دنقل وغيرهم.

كان عادلاً أراد ألا يظلم المتنبى والمعرى على حساب حركة الشعر الحديث وكان هو أحد روادها من جيل دنقل وإبراهيم أبوسنة ومحمد مهران السيد.

فاروق شوشة من أفضل من ألقى قصائد الشعر ولاننسى صوت شاعرنا الكبير محمد إبراهيم أبوسنة ويضاف إليهما صوت الفنان الكبير محمود ياسين والاعلامى القدير أسامة منير.

هؤلاء أضافوا للشعر العربى رونقه ومتألقه وتمكنوا من تقريب أصعب القصائد إلى العامة.

نحن نقترب من الذكرى السادسة لرحيل فاروق شوشة يوم ١٤ أكتوبر ٢٠١٦. ومن حقه علينا أن نقيم احتفالية ضخمة على المستوى العربى تليق بهذا الكيان العملاق.. أتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أن تتولى وتقود هذه الاحتفالية لتكون خير رد لمن يتصيد ويتعمد تدمير اللغة العربية وتحريفها وتجريفها.

Nader nashed [email protected] gamail com