رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دعانى الأستاذ محمد عقل صديقى العزيز ورائد وعاشق العمل الخدمى والتطوعى فى مدينة الإسكندرية الجميلة إلى زيارة هذا الشاطئ المهم جدًا. وقبل أن نتحدث عنه، علينا أن نتكلم عن صاحبة هذا الحلم.

هى سيدة أحبت العمل العام وخدمة المجتمع، فقررت الانضمام إلى إحدى المؤسسات الخدمية حتى استقر بها الرأى على تكون فى أحد أندية الروتارى فى مصر. وهو نادى روتارى الاسكندرية فاروس. وبعد فترة من العمل العام، استطاعت هذه السيدة العظيمة أن ترأس النادى العريق. وبدأت تفكر كيف تخدم مجتمعها بشكل فعال. ومن هنا استطاعت أن تجعل من الماضى حلمًا من السعادة، ومن المستقبل وميضًا من الأمل.

إنها هى الدكتورة سناء عجلان، استشارى طب الأسنان، التى حلمت منذ فترة قصيرة بأن تمسح دموع طفل صغير، وأن تجعله يشعر بأنه إنسان عندما رأته يجلس على كرسى متحرك أمام أحد الشواطئ، ولا يستطيع النزول إلى البحر مع زملائه، فقررت أن تعمل على تنفيذ مشروع يساعد الأطفال من ذوى الهمم للاستمتاع والاستحمام مثل زملائهم من الأطفال الأصحاء. وحتى يتحقق الحلم، عرضت فكرتها على زملائها فى نادى روتارى فاروس لتجهيز شاطئ لذوى الهمم بجهود روتارية، فلاقت الفكرة استحسانًا من جميع زملائها. وانتقل الحلم منها إلى الجميع وعملوا جميعًا وبكل طاقة إيجابية على تحقيق حلمهم.

تم عمل دراسة جدوى للمشروع لعرضه على محافظ الإسكندرية النشيط اللواء محمد الشريف الذى وافق على تنفيذ المشروع فى شاطئ المندرة، كى يكون أول شاطئ لاستقبال ذوى الهمم على شاطئ البحر المتوسط فى الإسكندرية. وكلف سيادته اللواء جمال رشاد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية بمتابعة التنفيذ وتسهيل أية عقبات يمكن أن تواجه تنفيذ المشروع.

ثم بدأ المشروع فى التنفيذ حيث تم تجهيز الشاطئ بمنصة خشبية تمتد حتى مياه البحر يستطيع من خلالها الأطفال التنقل على الشاطئ والنزول إلى البحر واستخدام العوامات الهوائية بمساعدة متخصصين يساعدون ذوى الهمم على الاستمتاع والراحة والاستحمام فى الشاطئ وبمراعاة كل وسائل الأمان. بالإضافة إلى توفير مجموعة من الكراسى المتحركة ورشاشات المياه وعمل دورات للمياه وتوفير وحدة للإسعاف وتزويدها بالأدوية والمستلزمات الطبية بالإضافة إلى «تندة» على منصة نزول الأطفال مزودة برشاشات مياه و«طلمبة» مياه ترفع ماء البحر إلى الرشاشات لرفع مستوى المتعة عند الأطفال إلى أقصى حد.

وكم كنت فى غاية السعادة وأنا أشاهد هذا الشاطئ الرائع، وكم كنت أشد سعادة بمشاهدة الأطفال من ذوى الهمم وهو يتمتعون بالبحر مثل أقرانهم من الأطفال الأصحاء.

لم تكتفِ الدكتورة سناء عجلان بهذا، وإنما عملت على توسيع دائرة الحلم لأكثر من ذلك، ولم يصبح الهدف توفير متعة الاستحمام فى البحر فقط، ولكنها كانت حريصة على تشجيع الدمج المجتمعى والعمل على إبعاد هؤلاء الأطفال عن العزلة ومساعدتهم على تقبل حالاتهم وإدراك قدراتهم الكامنة فيهم وتحسين مستويات الإدراك لديهم وتقليل نسبة الاعتمادية على الآخرين بهدف جعلهم عناصر فعالة فى المجتمع.

وتأتى هذه الرؤية الإنسانية الراقية من كل أعضاء نادى روتارى فاروس اتساقًا مع سياسة واستراتيجية الدولة المصرية العريقة وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية ممثلة فى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاهتمام بذوى الهمم وتسيير سبل الحياة والعيش والتمتع بكل ما يتمتع به أقرانهم من الأطفال الأصحاء. حفظ الله مصر وقيادتها وحكومتها وشعبها.

فى الأمس القريب كان حلمًا. وها نحن اليوم نرى الحلم أصبح حقيقة فلا يسعنا إلا أن نقدم كل الشكر لكل من ساهم بالعطاء فى تنفيذ هذا المشروع حتى استطاعوا أن يرسموا بسمة صغيرة على وجه طفل من أبنائنا من ذوى الهمم.

والله الموفق والمستعان.

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

Email: [email protected]