رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

كان الظن أن الطالبة الباكستانية ملالا يوسفزاى، سوف تكون أول وآخر ضحايا الدفاع عن تعليم البنات فى بلدها وفى أفغانستان المجاورة لباكستان، لولا أن ما جرى الخميس ١١ أغسطس فى العاصمة الأفغانية كابول لا يقول بذلك!

ففى هذا التاريخ سقط رحيم الله حقانى صريعًا فى انفجار داخل مدرسة كان يلقى فيها درسًا دينياً، وكانت أهم معلومة عرفناها عنه بمجرد مصرعه، أنه كان من مؤيدى تعليم البنات فى أفغانستان.. وهذه معلومة عنه تشير إلى أن اليد التى اغتالته تقف ضد تعليم البنات!

ومن المعروف عنه أنه كان قيادة بارزة فى حركة طالبان التى تحكم البلاد منذ خروج الأمريكان منها فى أغسطس الماضى، وأنه سبق أن أصيب فى محاولة اغتيال استهدفته فى ٢٠٢٠!

ومن المعروف أيضًا أن قضية تعليم البنات محل خلاف داخل الحركة منذ مجيئها إلى السلطة، وأن الغالبية من قياداتها ترى أن تعليم البنات يجب أن يتم وفق قواعد شرعية محددة. ولأن هذه القواعد ليست متوفرة فى الوقت الحالى، فإن كل بنت أفغانية تواجه مشكلة فى الذهاب إلى المدرسة، إلى أن ترى طالبان أن القواعد الشرعية صارت متوفرة فى البلاد!

ولا تزال قضية تعليم البنات سببًا فى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بحكومة طالبان، ولا توافق على فك الحظر عن الأموال الأفغانية المجمدة فى البنوك الأمريكية!

ومن قبل كانت ملالا يوسفزاى قد تعرضت لاعتداء على حياتها على يد حركة طالبان باكستان، وكان عنصر من الحركة قد صعد إلى الحافلة المدرسية التى كانت تنقل ملالا إلى مدرستها ثم أطلق ليها الرصاص، بعد أن كان قد نادى عليها بالاسم بعد صعوده الحافلة!

نجت ملالا من الحادث بمعجزة سماوية، وأخذوها للعلاج خارج باكستان، وهناك ازداد حماسها لتعليم البنات أكثر وأكثر، واشتهرت فى أنحاء العالم، وتعاطف كثيرون معها، وبلغ التعاطف إلى حد أنها حصلت على جائزة نوبل، وكانت ولا تزال أصغر حائزة عليها!

ومن ملالا إلى حقانى، سوف تظل قضية تعليم البنات تبحث عن حل فى أفغانستان، وسوف يظل على طالبان أن تدرك أن وجودها فى الحكم هو لحل مشاكل رعاياها، لا لاصطناع خصومة بين العصر وبين الإسلام!